أكد شعراء ومثقفون عمانيون على أهمية خلق توازن في الحراك التراثي والثقافي في فعاليات مهرجان مسقط 2016م، جاء ذلك بعد أنّ أعلنت اللجنة المنظمة عن فعاليات ومناشط هذا العام التي ضمت الأمسيات الشعرية والمحاضرات التوعوية ومسابقة التصوير الضوئي، إلى جانب ملتقى للرائدات العمانيات في الفنون التشكيلية، وغيرها الكثير من المناشط الثقافية والموسيقية، مشددين ل"ثقافة اليوم" على أن ذلك يحقق هدفاً واحداً. واعتبر الشاعر العماني محمد الطويل أنّ المشكلة في المنظمين للمهرجان، حيث يصب تركيزهم الدائم على التراث، "وهذا جانب مهم حقا، لكن يجب أن يكون هناك توازن في الحراك التراثي مع الثقافي، ولهذا تجد أن الضوء مسلط على الفعاليات التي في ميدان المهرجان كالقرية التراثية والمسابقات ذات الجوائز الفورية والتركيز على الألعاب وعدد الزوار بينما تجد الضوء مسلطا على الفعاليات المصاحبة بشكل خافت"، مضيفاً "تجد المذيع يقدم للمشاهد عن البخور وكيف يصنع، أو عن الحصير وكيف ينسج جرد النخيل فيه، وفي المقابل تجد قامة شعرية تقدم تجربتها الشعرية على غرار المهرجان، ولكن دون أن يسلط الضوء على تلك الفعالية، إلاّ قليلاً ، وهذا لا يتعاطى مع قيمة الشعر أو المادة الأدبية المقدمة للجمهور الذائق لهذه المادة". وعن حضور الأسر لفعاليات الثقافة في المهرجان قال: "غالبا يكون حضور الأمسيات الشعرية في مهرجان مسقط من فئة الشباب المحب والمتذوق للشعر، والبعض ممن يقرضون الشعر بشقيه الفصيح والنبطي، إلاّ أنّ هناك إجحافاً -إن صح التعبير- من قبل الأسر على مثل تلك الأمسيات الأدبية المتنوعة، فهي تخصص الوقت الأكبر للفعاليات الترفيهية والتسوق والتسالي، متناسين الغذاء الفكري للمرء أو للأبناء"، متمنياً أن يبتعد المنظمون عن الأسلوب السنوي التقليدي الذي يُرى في كل عام، إذ بدا الناس بالتعود عليه حتى أصابهم الملل، فالتجديد مطلوب وهو أداة للتشويق التي بكل تأكيد تعمل على جلب الجمهور والزائر أيا كان جنسه، مشدداً على ضرورة التركيز على الفعاليات الثقافية وتسليط الضوء عليها بشكل أكثر، كي يسير المهرجان على خط التوازي، ما يخدم الإنسان حساً وفكراً وجسداً، وعمان تبقى غنية بالكثير الذي يمكن إضافته مع كل مهرجان ولا ضرورة لإعادة البرنامج نفسه كل عام طالما نملك الكثير.