يقولون إنه لا يوجد شيء اسمه "الدخل المحدود" فالدخل محدد عند كل إنسان. حتى المليونير دخله محدود. والدخل المحدود عند كل أسرة يطير بسرعة، حتى عند الأغنياء، وإن لم يذهب في سفرات ودعوات واستراحات فأم العيال لديها القدرة لمعرفة كم انصرف وكم المتبقي ومتى يرتفع الرصيد. في الغرب، يتندر الناس بمقولة تقول: إن اللص، أو قاطع الطريق الذي يهاجمك شاهراً مسدسه أو سكينه يقول لك عادة: نقودك أو حياتك! Your money or your life لكن زوجتك تأخذهما معاً!.. لا أدري، فالعباقرة من أصحاب الملايين، والملهمون من أصحاب الأرصدة ألا يجدون في حنايا أذهانهم إجابة حسنة وناجعة لمسألة الميزانية، والصرف غير المتوقع، و(الكارثة) غير المحسوبة؟ أعتقد بأن كلاً منا - البشر جميعاً - نحتاج إلى كثير من (شاخت) وهو الأستاذ الألماني الذي اعتمد عليه اقتصاد ألمانيا في نهضته من كبوته العسكرية والمالية. أعتقد أيضا بأننا نحتاج إلى أكثر من مشروع مارشال! وإلى الكثير من برامج (إعادة التعمير) وإلى (ضمانات القروض). فما أن يستقر الدخل - سواء كان راتباً أو مصدراً آخر من مصادر الرزق - في جيبك أو في رصيدك المصرفي، ستجد أن أمامك عدة أبواب (صرف) مفتوحة، وبعضها قد يحتاج إلى (تدخل السلطات) فيه. وبلحظة تجد أن دخلك وقد تحول إلى رصيد غيرك. قديماً قد نجد سبباً آخر لوأد البنات في الجاهلية، غير الخوف من العار. وأد البنات في الجاهلية لم يكن نوعاً من أنواع العبادات ولا وسيلة من وسائل التقرب التي كان يتقرب بها المشركون، والتي قضى عليها الإسلام. والمفهوم العام لتلك العادة أن الأب كان يخاف من العار فيتخلص من العار (مقدماً) بارتكاب (جريمة)، القتل. ورغم أنه حتى الآن لا أجد من يؤيد كون تلك العادة ذات بعد معيشي أو اقتصادي.. وأنها أنتجت عن الخوف من (كارثة) عائلية (اقتصادية) وليست أخلاقية. ربما كان الدافع اقتصادياً بحتاً. binthekair@gmail.com لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net