لا يفاجأ المرء برأي المنصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق حول دولة الإمارات ودورها العربي، فقد تعودنا، نحن شعب الإمارات، على هذا النوع من المواقف الموتورة للجماعة إياها وكل من ينتمي إليها، وما قالته وزارة الخارجية التونسية في تعقيبها لا يخلو من الدقة: ليست إلا مسألة إقحام الإمارات في الأحداث العربية بالأسلوب الذي يراه أولئك المرضى والموتورون. كلما حدث جديد في الوطن العربي فإن وراءه الإمارات. هذا هو منطقهم الذي لا يقوى على المواجهة، لأنه يفتقر إلى أدنى درجات المنطق أو الموضوعية، وكأن فكرة الحزب المسيطرة تحولت مع الأيام إلى أسطوانة مشروخة يرددها هؤلاء، في كل مرة، من دون تمحيص أو مراجعة، وإذا كان كل هذا الذي يحدث، كما يؤكد حزب الظلام، بسبب الإمارات، فحمداً لله: الإمارات اليوم، بسبب من قوتها تحولت وتتحول إلى حلم أو كابوس يقض عليهم مضاجعهم. وللإمارات، كما يعرف العالم، دورها الإيجابي المعلوم، كونها دولة حرة وفاعلة تجسد اليوم الأنموذج الأمثل على المستوى العربي، أنموذج النجاح والتميز، فلا عجب حين يذهب فاقدو البصيرة مذاهب بعيدة في البهتان والطغيان بعد أن ذهبت بلادنا أشواطاً بعيدة في المنجز المعجز، وفي التنمية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. استطاعت الإمارات تحقيق خططها واستراتيجياتها في أزمنتها المرسومة، ولم تنس واجباتها في دعم الجار والشقيق، وشاركت بإيجابية وشفافية في محاربة الإرهاب والتطرف والظلام، وكانت أول من انتبه إلى خطر هؤلاء خصوصا تنظيم الإخوان المسلمين الذي فقد بوصلته بعد فشله الذريع في مصر ثم في تونس، ووجد نفسه بعد فضيحته المدوية يعود إلى كهوفه المعتمة الأولى، فهو لا يستطيع أن يعمل إلا في الظلام. من غير المنطقي أو العقلاني أن تكون الإمارات مسؤولة عن إفشال ما سمى بثورات الربيع العربي، ولا تكون سياسات الحزب المدمرة والمتهورة والفاشية مسؤولة بالسهم الأكبر ضمن الظروف الموضوعية والدولية التي يستند إليها العقلاء في تفسير الأحداث والعلاقات والظواهر السياسية. المدعو المرزوقي يتجرأ، وبكل وقاحة، على إقحام الإمارات، ولا يرى المسكين في أخطائه الشنيعة أو فظائع المخلوع محمد مرسي وأتباعهما أسباباً للفشل المدوي الذي أسمع أربعة أطراف الكرة الأرضية، وكلنا يتذكر، بمناسبة السياق، إجراء الإمارات الدبلوماسي حين هاجم المرزوقي العهد الجديد في مصر في العام 2013. حمداً لله على أن هذه الفئة الموتورة، بكل أطيافها وأشكالها، انكشفت سريعا في أول التجربة، حين ذهبت جهود وتحضيرات أكثر من ثمانين عاما في الظلام أدراج الرياح بعد أن تعرضت لنور الشمس والنهار. هذا هو المصير اللائق بهؤلاء ليس غير، والإمارات، بلادي أكبر مِن مسافات الطموح الشاسعة، فليبقوا أسرى دعاواهم وباطلهم وجهلهم، وإلى الأمام دائماً يا بلادي الإمارات. ebn-aldeera@alkhaleej.ae