لم تكتمل سعادة أهالي حي العريسة شرقي نجران برحيل عشرات من المخالفين والمتخلفين من الحي، الذين كانت تعج بهم الشوارع صباح مساء، في ظل استمرار ما اعتبروه مخالفات بلدية لا يمكن التعايش معها، تماما مثل المتخلفين الذين كانوا ينتشرون في الحي. ولطالما انحصرت التوقعات بأنه ربما كان المتخلفون سببا في سوء الخدمات البلدية، وتضاعف مشكلتها داخل الحي، إلا أن انحسار تواجد المتخلفين بشكل بارز في الحي جعل أكثر من علامة استفهام تطل برأسها، الأمر الذي جعلهم يشيرون بأصابع الاتهام إلى الأمانة واعتبروها المسؤولة عن التقصير في الخدمات. وأوضحوا أن الحي لم يحظ بأي نوع من الخدمات، ولم يشفع له موقعه في أي تميز، رغم أنه يشكل واجهة للقادمين والسياح من خارج المنطقة عبر الطيران، وممرا رئيسيا للقافلات القادمة من خارج المملكة يضاف لكل ذلك وجود المزارع الجميلة التي تحيط بجنباته ومرور وادي نجران بين أطرافه. ورغم كل تلك المزايا، يعد الحي غارقا في الفوضى سواء من عدم النظافة أو سوء التخطيط وضعف شبكة الهاتف والجوال. وفيما بدا واضحا سوء الحي، استغرب محمد حفشة أن يعامل حي يحتضن آلاف السكان بهذا السوء، أبرزها انتشار النفايات وتكدس مخلفات المباني، مما يجرده من المظهر الحضاري الذي كان يجب أن يظهر عليه. ويعتبر عبدالرحمن الشمري غياب الحاويات دليل غياب النظافة في الحي، الأمر الذي جعل الأهالي يلقون بالنفايات في الطرقات، فانتشرت القاذورات، وما يصاحب ذلك من حشرات وخلافه، خاصة أن الحي يتميز بكثافة المطاعم والمحلات التجارية. ويحذر عبدالعزيز الغامدي من التلوث البيئي وانتشار الأمراض الوبائية بين الأهالي في ظل انتشار النفايات، التي باتت مخبأ للقوارض والحشرات والثعابين. وفيما أشار محمد العسيري إلى أن مشكلة الحي في العمالة المتخلفة ستنتهي بإذن الله في ضوء الجهود الأمنية، إلا أنه قلق من بقاء المنازل المهجورة على حالها، حتى لا يستخدمها ضعفاء النفوس في تمرير أغراضهم السيئة، مشيرا إلى أن الحي يفتقد إلى المتنزهات والملاعب كأنشطة رياضية لشباب الحي. ويعيب أحمد الشمري وياسر الشهراني، غياب تنظيم الحي وما يتبع ذلك من توفير الخدمات مثل مشاريع تصريف المياه خاصة في طريق الملك عبدالعزيز الرئيسي، والذي يتحول إلى مستنقعات في حال هطول الأمطار، فيما يدعو ماجد الحارثي إلى وضع الإشارات التحذيرية في التقاطعات التي تفتقد لأي علامات تنبيهية، خاصة بالنسبة للالتفاف للراغبين في دخول الحي، حيث إنه تقاطع خطير جدا. ويعيب فهد أحمد قطوعات شبكة الجوال، مطالبا بزيادة الأبراج وتفعيل جميع خدمات الجيل الثالث لمواكبة التطور والتقدم، وقال «استبشرنا خيرا لدى تركيب برج للاتصالات قبل عدة سنوات بيد أنه يعاني من الانقطاعات المستمرة مع انقطاع الكهرباء، وفي حال الأمطار».