بدأت أطباق ثعابين السمك الصغيرة تتصدر قوائم الطعام في الفنادق والمطاعم الكبرى في فرنسا، رغم ارتفاع سعرها وندرتها نتيجة الطلب الكبير عليها من جانب الدول الآسيوية، حتى أصبح سعر طبق ثعابين الأسماك الصغيرة أغلى من سعر طبق الكافيار. ثعابين السمك المعروفة باسم الثعابين الزجاجية لأنها تكون شفافة في مرحلة حياتها الأولى، ظلت من الأطعمة الشهية في فرنسا، لكنها أصبحت غالية الثمن، فقد أطلق عليها الفرنسيون اسم الذهب الأبيض. الصيادون الفرنسيون المتخصصون في بيع الثعابين الزجاجية للصين واليابان، بعد اختفائها تقريباً من الأنهار الأوروبية، يواجهون بإجراءات قاسية من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي يدعو إلى إيقاف صيد الثعابين تماماً من دول الاتحاد، حتى لا يتسبب صيدها في انقراضها من الأنهار الأوروبية، وهي من الأطعمة التقليدية المحببة في دول الاتحاد الأوروبي. المعروف أن الثعابين الزجاجية يفضلها الأوروبيون لما لها من فائدة في تنشيط الطاقة الجنسية عند الرجال، ونظرا للإقبال الكبير عليها سواء في الداخل أو الخارج، فقد بلغ سعر الكيلو منها ما يراوح بين 600 و800 يورو، الأمر الذي جعل صيادي ثعابين منطقة البحر الأبيض المتوسط يزرعونها في المياه العذبة، ويتم بيعها كبديل معقول الثمن عن الثعابين الزجاجية التي لا يقدر على تناولها إلا أثرياء الفرنسيين، وبالطبع أثرياء الصين واليابان. ويتذكر الفرنسيون من كبار السن الأيام الخوالي التي كانوا يتناولون فيها الثعابين الزجاجية ويستمتعون بلذة طعمها وبما تبثه في أجسادهم من طاقة، خاصة في ليالي أيام السبت والأحد من كل أسبوع، بعد طبخها بالثوم والبقدونس. هل يفكر صيادو السعودية في استيراد الثعابين الزجاجية وزرعها في مياه البحر الأحمر؟ إنها طعام لذيذ ومفيد، وقد جربت تناوله في أحد مطاعم باريس بدعوة من صديق، فميزانيتي المحدودة لا تسمح بهذا الترف مهما كان العائد والفائدة.. ولعلها لو زُرعت في مياه البحر الأحمر لكانت مصدر طعام ماتع وثروة لصياديه أو زارعيه. همس الكلام الكرم: أن تطعم أشخاصاً لا يحتاجون إلى الطعام.