• عندما تلمحه يتبادر اليك ذلك الانطباع بانك امام انسان يملك من روعة الخلق والتهذيب ما يفيض وزيادة بذلك السمت وبذلك التواضع وبتلك المعرفة لبواطن امور الحياة.. فهو واحد من اولئك الذين يأتون من عمق التاريخ بهاء وقدرة على تشكيل الاشياء حسب ما يحقق لهذه الحياة بهرجها ودوامها بذلك الفعل الفاعل في جذورها.. بتلك الصورة الواضحة عن عمق ما نهج عليه من سلوك انساني رفيع هو عنوان لتاريخ طويل لتلك السلالات الناصعة في سجله. تراه فلا تلمح عليه صفات الترفع او الرفعة فهو ينطلق من احساس انساني قد تشبعه منذ نبتته الاولى فراح يرويه بماء الاخلاص فكانت تلك شجرة التواضع التي يغرد من على اغصائها طيور الحب والوداد.. للانسان عنده قيمة لا تضاهيها قيمة أخرى.. لهذا فمقياسه هو العدل والتفاني في حب الآخر مهما كان هذا الآخر بعيد الوصل به أوله. فهو حريص على تحقيق ذلك الثالوث الجميل الحق والعدل والجمال. اذكر انني قلت عنه ذات يوم على قلة الفرص والمناسبات التي جمعتني به كان ملفتاً لي بذلك الصمت.. والسمت الذي يتحلى به.. لكنني كنت اشعر انه يمور من الداخل.. غضباً.. أحياناً.. ونقداً مريراً أحياناً اخرى وكان يلمح ذلك عليه من خلال “شذرات” تلفت تعليقاً على “قصة” يستمع اليها او استحساناً لموضوع طرح أمامه.. وكل ذلك كان يؤكد لي بأنه صاحب رؤية واضحة في ذهنه.. وقد اعجبني ولا اقول “بهرني” عندما استمعت اليه لاول مرة وهو يشارك في حوار عن قضية اسلامية “معقدة” برأي بدا لي لحظتها انه اكبر من سنه وزادني ذلك تتبعاً له.. الى ان فوجئت به كاتباً في الزميلة المدينة يكتب عن بعض “المسكوت عنه” في مجتمعنا وذلك عندما كتب عن ظاهرة الفوقية المتفشية بين بعض فئات من المجتمع السعودي ضد غير السعوديين.. وكان بذلك اليوم بدا للبعض انه دخل في منطقة الممنوع او المحظور الكلام فيه لكنه كان راقياً في طرحه صادقاً في قوله.. وأذكر ان قلت يومها. امس عاود “الكلام” عن ما هو “مسكوت عنه” اكثر فاستخدام “مبضعه” ليشرح ذلك “الدمل” الذي “يطحن” في المجتمع.. هذا المجتمع الذي يتمتع بجغرافية جعلته قبلة المسلمين ومحط انظارهم وقدوتهم.. ولكنه يعاني من هذه الامراض “المعنية”. التي لابد من الخلاص منها لتعيش رفاها من الحياة وسعادة فيها. ان عمرو محمد الفيصل.. يدخل في شرايين وجع الناس.. ويتوقف على “مفاصل” هذا المجتمع بروح وطنية صادقة بل وبرؤية اسلامية نقية.. باحثة عن الحق.. والعدل.. والجمال. انه شاب ولكن بعقل وفكر الكبار الذين يعطون من ذاتهم ما هو رفيع في القول والعمل .. لكونه يأتي من سامق الجذر ومن شموخ القدرة على الفعل لا الافتعال.. وتلك هي قمة الصفاء.. انه ذلك الانسان الأمير.