قال مسؤولون أميركيون بارزون إن الولايات المتحدة تعمل على مضاعفة الجهود الرامية إلى مساعدة تركيا في تشديد الرقابة على حدودها مع سورية، وستعرض للمرة الأولى أساليب تكنولوجية على أنقرة، لمساعدتها في تأمين الحدود، بينها بالونات المراقبة وتكنولوجيا كشف الأنفاق، لكشف عمليات التهريب التي ينفذها مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وتناقش واشنطن وأنقرة منذ أشهر كيفية سد الجزء الأخير من الحدود غير المؤمنة، والمتمثل في منطقة تمتد 98 كيلومتراً، تستخدم في تهريب مقاتلي التنظيم، والبضائع والعتاد الحربي. ويسيطر التنظيم على الجانب السوري من الحدود، واكتسبت المساعي الهادفة إلى تأمين الحدود أهمية إضافية بعد اعتداءات باريس التي وقعت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وقال مسؤولون إن بعض المشاركين في الهجمات استغلوا الحدود السورية -التركية في السفر بين الأراضي الخاضعة إلى «داعش» وأوروبا. ومن المقرر أن يصل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تركيا اليوم، وسيلتقي بالرئيس رجب طيب إردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، لبحث الحرب على «داعش». وتعد زيارة بايدن لاسطنبول أحدث حلقة في سلسلة من زيارات كبار المسؤولين إلى تركيا عضو حلف شمال الأطلسي. وقال المسؤولون الأميركيون إن وزير الأمن الداخلي الأميركي جيه جونسون سيرأس في شباط (فبراير) المقبل وفداً من وكالات أميركية عدة، ويعرض على الحكومة التركية قائمة بالتكنولوجيات التي يمكن ان تستخدم في ضبط الحدود. وأضاف المسؤولون أن قائمة المعدات الأميركية التي يرجح أن تطرح على تركيا تشمل بالونات المراقبة وتكنولوجيا كشف الأنفاق. وأكدوا إن الولايات المتحدة مستعدة لإتاحة وسائل رصد المواد المستخدمة في صناعة العبوات التفجيرية لتركيا. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: «يعجبنا ما نراه لناحية أفعالهم، ونريد العمل معهم لإحكام تضييق الخناق أكثر قليلاً». وطلب هذا المسؤول وغيره من المسؤولين عدم نشر أسمائهم. ومن الخطوات التي أخذتها تركيا لتأمين الحدود نشر 25 ألف جندي إضافي من قوات الجيش النظامي، وإقامة حواجز خرسانية وأسوار. ومع ذلك قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر للكونغرس شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إن «على تركيا أن تبذل المزيد لمراقبة حدودها المليئة بالثغرات» مع سورية. وقال المسؤولون الأميركيون إن تركيا اقترحت خلال زيارة قام بها رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد قبل أسبوعين، أن تدرب الولايات المتحدة مجموعة من العرب، للمساعدة في تأمين المنطقة على الجانب السوري من الحدود. وأضاف المسؤولون أن الولايات المتحدة تريد أن تعرف المزيد عن المقاتلين المقترح إشراكهم في تلك الخطة، قبل أن توافق على دعمهم. وكانت المحادثات الأميركية - التركية تعقدت بسبب اختلاف أولويات كل جانب عن أولويات الآخر. إذ تركز تركيا على احتواء الانفصاليين الأكراد، بينما الهدف المعلن للولايات المتحدة هو القضاء على متشددي «داعش»، الذين يسيطرون على مساحات كبيرة من سورية والعراق. وقال مسؤول بارز في وزارة الدفاع، مستخدماً اسماً شائعاً للتنظيم «يمكننا أن نرفع داعش في قائمة الأولويات، لكن عندما يدرك شخص ما شيئاً بمثابة خطر وجودي حقيقي فمن الصعب المجادلة في ذلك». وذكر المسؤولون الأميركيون أن زيارة وزير الأمن الداخلي الأميركي جونسون تمثل محاولة للاستجابة إلى شكاوى تركيا، من أن واشنطن لم تكن محددة في الخطوات التي تريد من تركيا اتخاذها. وقال المسؤول البارز في الإدارة الأميركية: «أعددنا قائمة أكثر تحديداً بكثير». وتتوج زيارة وزير الأمن الداخلي محادثات على مستوى أدنى مستمرة منذ آب (أغسطس) الماضي.