دعا مساعد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، الى تأميم أضخم مصرف خاص في البلاد، والذي يملك «حزب الشعب الجمهوري» المعارض 28 في المئة من أسهمه. دعوة يغيت بولوت، مساعد الرئيس التركي، أتت بعدما رفع محامو الأخير هذا الأسبوع دعوى قضائية على رئيس الحزب كمال كيليجدارأوغلو، اثر وصفه أردوغان «ديكتاتوراً فارغاً»، بسبب اعتقال حوالى 20 أكاديمياً كانوا بين حوالى 1200 شخص وقّعوا عريضة تطالب بإنهاء حملة عنيفة يشنّها الجيش التركي على جنوب شرقي البلاد الذي تقطنه غالبية كردية. وقال بولوت: «أتحدث في شكل واضح جداً، لا يمكن لحزب أن يمتلك مصرفاً. يجب صوغ قوانين لازمة سريعاً، وتحويل هذا المصرف مصرفاً مملوكاً للدولة». وأضاف: «هذا المصرف يعود الى الدولة والشعب. لا يمكن لحزب أن يكون له ارتباط عضوي بمصرف. بعد الشتائم التي وُجِّهت الى الرئيس والدولة والشعب والهيئات الدينية، يجب الاسراع بإعادة المصرف للشعب». وكان «حزب الشعب الجمهوري» ورث حصة 28.09 في المئة في مصرف «إيسبانك» من مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، والذي تنصّ وصيته على وجوب تخصيص الأرباح لجمعيتَي «اللغة التركية» و«التاريخ التركي». وكانت السلطات التركية سيطرت في أيار (مايو) الماضي، على «بنك آسيا» الذي يديره أنصار الداعية المعارض فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة والذي تحوّل خصماً لدوداً لأردوغان، بعدما كان أبرز خلفائه. على صعيد آخر، أعلن البيت الأبيض أن أردوغان ونظيره الاميركي باراك اوباما تعهدا في اتصال هاتفي متابعة تعزيز تعاونهما في المعركة ضد الارهاب، بما في ذلك تنظيم «داعش» و«حزب العمال الكردستاني». وعزّى أوباما أردوغان بتفجير انتحاري شهدته إسطنبول الاسبوع الماضي، أدى الى مقتل عشرة سياح ألمان. كما دان هجمات شنّها «الكردستاني» على قوات الامن التركية، داعياً الى وقف تصعيد التوتر. في السياق ذاته، عاين سكان دماراً ضخماً لحق بمنازلهم وأعمالهم في مدينة سيلوبي حيث رفعت السلطات جزئياً حظر تجوّل دام 36 يوماً، خلال معارك بين الجيش التركي ومسلحي «الكردستاني». وتفقدت فيروز بولوتكين، والدموع تنهمر من عينيها، منزلها الذي انهارت شرفته وتحطّم زجاج نوافده وتشققت أرضه، وقالت: «بقينا هنا. بعضهم غادر وبعضهم بقى. بقينا 12 يوماً، وفي اليوم الثالث عشر قُتلت ابنة عمي أمام منزلها. ظلت جثتها في بيتنا خمسة أيام. لم يكن هناك أحد للاهتمام بالجثمان، ثم حملناه الى المسجد». وتابعت انه في اليوم الخامس عشر «دهم الجنود الحي وأرغمونا على مغادرة المنزل وأخذونا الى مركز رياضي». وقال محمد سمسك الذي تحوّل منزله ركاماً، بعدما بقي في منزله 14 يوماً: «لم يعد في وسعنا الحصول على الماء، لأننا كنا نخاف الخروج بسبب اصوات الانفجارات ودوي الرصاص. عانينا كثيراً». وأضاف: «لدينا 10 أطفال، كنا نسدّ آذانهم بقطن، خوفاً من ان تنفجر من دوي القصف. وبعد 14 يوماً، جاء الجنود وأرغمونا على ترك منزلنا. لا أتمنى لأحد أن يعاني ما عانيناه». لكن سكاناً انتقدوا «الكردستاني»، لا سيّما «حركة الشبيبة الوطنية الثورية» التابعة للحزب، اذ قال حميد الكيس: «كانوا يحطمون أبواب المنازل، لكنني طلبت منهم وقف ذلك، وقلت لهم إن الناس سيعودون الى منازلهم». وزاد: «صوّبوا مسدساً الى صدري وهددوا بقتلي، فقلت لهم: أقتلوني. ثم جاء الجنود وفي أثناء سيرنا في اتجاههم، فتحوا النار علينا من وراء. من حسن الحظ أننا لم نُصب».