عاد الهدوء، صباح يوم أمس الاربعاء إلى كافة مدن محافظة القصرين (250 كلم جنوب غرب العاصمة تونس)، بعد حالة الاحتقان التي عرفتها طيلة الأيام الثلاثة الماضية، وخاصة على امتداد يوم الثلاثاء على خلفية التحركات الاحتجاجية التي نفذها عدد من شباب المنطقة العاطلين عن العمل للمطالبة بحقهم في التشغيل والتنمية. وكانت وزارة الداخلية أعلنت فى بلاغ لها بعد ظهر الثلاثاء أنه تقرر فرض حظر التجول بمدينة القصرين وذلك من الساعة السادسة مساء الى غاية الساعة الخامسة صباحا الى حين عودة الهدوء نهائيا الى المحافظة التي لا تزال تحت سيطرة قوات الجيش والأمن المنتشرة في مختلف المناطق هناك. وفتحت المؤسسات العمومية بالقصرين وكافة المدارس والمعاهد والمحلات التجارية ابوابها بعد ان اغلقتها طيلة يوم الثلاثاء مما اصاب الجهة بشلل تام جراء اعمال تخريب وحرق ونهب شهدتها القصرين على خلفية مواجهات عنيفة مع قوات الأمن حيث تم اسعاف 246 محتجا على اثر اختناقهم بالغاز المسيل للدموع الذي استعمله الأمن لتفريق المحتجين فيما تعرض بعضهم إلى إصابات خفيفة...كما سجلت اصابة جندي و 3 أمنيين اصابات متراوحة الخطورة مما استوجب تدخلا جراحيا على واحد منهم. وعلى ضوء هذه الأحداث قرر رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر تشكيل وفد برلماني يترأسه بنفسه لزيارة القصرين للاستماع للشباب وللمجتمع المدني حول موضوع التشغيل، وإعداد تقرير يعرض أثناء الجلسة العامة المقبلة.كما تم الاتفاق على دعوة رئيس الحكومة الحبيب الصيد إلى جلسة عامة استثنائية للحوار حول خطة الحكومة في مجال التشغيل ومقاومة البطالة خاصة أصحاب الشهادات العليا، والإجراءات العاجلة في هذا الصدد.