×
محافظة حائل

عام / حالة الطقس المتوقعة اليوم الجمعة

صورة الخبر

غيث خوري يعتبر الشعر الشعبي واحداً من المكونات الثقافية المهمة في أدبنا بوجه عام ، وهو جزء مهم من التراث الثقافي العربي، حيث لعب دوراً حيوياً في مراحل سابقة وتطور خطابه ومستوياته اللغوية والصوتية والأسلوبية، حتى أصبح إلى جانب الشعر الفصيح جزءاً أساسياً من المشهد الثقافي، فالشاعران، الشعبي والفصيح، يلتقيان على صعيد واحد من الرؤية الحضارية والحس الفني وشعرهما ليس إلا صدى لنفس الظروف الطبيعية والاجتماعية. حظي الأدب الشعبي بشكل عام والشعر بشكل خاص، باهتمام القادة والمسؤولين في الإمارات منذ تأسيس الاتحاد وقيام الدولة، فعلى امتداد عقود من الزمن شهد الشعر الشعبي تطوراً كبيراً، حيث أقيمت المؤسسات والمراكز الثقافية التي اعتنت بالشعر وطبعت العديد من الأعمال وخاصة دواوين رواد الشعر الإماراتي، بقصد توثيق ودعم الحركة الشعرية في الإمارات، وتقديراً وعرفاناً بما قدمه الشعر في تسجيل مجمل الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الإمارات، وإبراز المكانة الإبداعية والأدبية لهؤلاء الشعراء الذين حافظوا على خصوصية المجتمع الإماراتي وهويته الوطنية. في ظل هذا الاهتمام الرسمي والمجتمعي، يأتي مهرجان الشارقة الشهري للشعر الشعبي ليؤكد ضرورة تفعيل الحراك الشعري بالتمازج والتقارب مع شعراء الوطن العربي وضرورة الالتقاء المستمر بمحفل تقام فيه الأمسيات الشعرية، وتتلاقى فيه الإبداعات وتتمازج القصائد من أجل مشهد شعري ينضح بالعطاء، ليتعرف الجمهور إلى روائع الشعر الشعبي وجديده في الإمارات والوطن العربي. إن استضافة شعراء من مختلف الدول العربية تؤكد عمق الانتماء للهوية العربية، عبر تبادل فنون القصيدة الشعبية، وتعزيز ودعم عملية التبادل الثقافي عن طريق تقديم الشعراء العرب وتوفير المناخ الملائم والمناسب لعملية التلاقح الشعري والثقافي للنهوض بالشعر، وخلق أجواء أخوية تواشجية تتفاعل فيها الأفكار وطرائق المحاكاة الشعرية الشعبية في كل بلد من بلداننا العربية. ملتقى الشارقة للشعر الشعبي هو تتويج لمسيرة إحدى عشرة دورة من مهرجان الشارقة للشعر الشعبي، ومن العمل الثقافي المتواصل الذي تقوم به دائرة الثقافة والإعلام ومركز الشارقة للشعر الشعبي على مدار العام، ما راكم معطيات منجز شعري وبحثي وإصدارات كثيرة، وأوجد تفاعلاً جماهيرياً واسعاً، استدعى هذا التطور المهم في العمل من أجل الشعر الشعبي، والذي ستنفتح فيه الشارقة أكثر على الظواهر الشعرية في الوطن العربي، من خلال الاستضافات الموسمية الخاصة بكل دولة. هذا التطور في العمل من أجل الشعر الشعبي ينتظر منه أن يعمق حضور الظاهرة الشعرية الشعبية، ويقارب بين مختلف تقاليدها الفنية في الوطن العربي، وأن يقيم منابر أكثر للتواصل، وأن يجعل العمل الذي تقوم به الشارقة يستقطب اهتماماً أكثر وجمهوراً أكبر، نظراً لما يمثله من إحياء للموروث الشعبي وتكريس للهوية الثقافية الوطنية، فالقصيدة الشعبية، حفظت قيماً وعادات اجتماعية وثقافية ذات أثر بعيد وارتباط عميق بالمجتمع.