طور العلماء مقياسا لتقدير العمر المتوقع لشخص ما في منطقة أو دولة ما، استنادا إلى عدة عوامل وقراءات، ويطلق على مقياس تقدير العمر"توقع الحياة" ويعرَّف بأنه متوسط عدد السنوات التي يتوقع للشخص أن يعيشها عند ولادته. وذلك بناء على عدة معطيات إحصائية منها: عدد الولادات الكلية. مدى توفر الرعاية الصحية للأطفال كالتطعيمات والعلاجات والكشف المبكر. أعمار الوفيات وأعدادها. معدلات الأمراض المزمنة وطبيعتها. مدى توفر الرعاية الصحية للمرضى. فالمشكلة ليست في الموت، بل فيما يسبقه، وهنا يبرز مصطلح آخر وهو نوعية الحياة،وهو تعبير عن طبيعة الحياة التي يعيشها الفرد بغض النظر عن عدد سنينها. وليس المهم فقط أن يعيش المرء حياة طويلة، بل من الضروري أن تكون خالية -أو شبه خالية- من الأوجاع والآلام والأسقام، فإذا كان الشخص مريضا وعاجزا عن العناية بنفسه فإن هذا يعني نوعية حياة منخفضة، ولعل هذا بعض ما عناه الشاعر زهير بن أبي سلمى عندما قال: سئمت تكاليف الحياة، ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم! وخلال المائة سنة الماضية ارتفع توقع الحياة للبشر وذلك بفضل اكتشافات الطب الحديثة مثل التطعيم الذي حمى أطفالنا والمضادات الحيوية وعلاجات الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها من أمراض كانت تقتل في السابق الآلاف. والجدول التالي يوضح توقع الحياة بالسنوات في الدول العربية وفقا لأرقام منظمة الصحة العالمية، وهي مفصلة للذكور والإناث، وكذلك لكلا الجنسين، ومرتبة تنازليا من الدولة التي يتمتع أفرادها بأعلى عمر متوقع وهي قطر إلى أقلها وهي الصومال. الدولة الذكور الإناث كِلا الجنسين قطر 83 81 82 الكويت 80 80 80 البحرين 78 80 79 السعودية 74 80 76 تونس 74 78 76 الإمارات 75 77 76 سوريا 73 77 75 الأردن 72 75 74 لبنان 72 76 74 الجزائر 71 74 73 مصر 71 75 73 المغرب 70 74 72 عُمان 70 76 72 العراق 65 72 69 ليبيا 58 74 65 اليمن 63 66 64 السودان 60 64 62 موريتانيا 57 60 59 جيبوتي 57 60 58 الصومال 48 52 50 ولعل نظرة سريعة تبين أن النساء عامة يعشن فترة أطول، وبالتأكيد فالأمر هنا ليس أن "المرأة تنغص حياة الرجل" كما يقول البعض، فهذا كلام غير علمي وفيه عدم إنصاف للمرأة وإساءة لها وتجنٍ عليهاأيضا. ومع أنه لا توجد معطيات واضحة لتبرير هذه الأمر، إلا أنه يعتقد أن هناك عوامل بيولوجية واجتماعية تجعل النساء أطول أعمارا، منها: الرجال أكثر إقداما على السلوكيات غير الصحية مثل التدخين وشرب الخمر في بعض المجتمعات طبعا، لذلك فإن هناك أمراضا قد تكون أكثر شيوعا لدى الذكور مثل سرطان الرئة وتليف الكبد. الذكور أكثر عرضة للموت نتيجة الحوادث مثل حوادث السير والأعمال الخطيرة. في فترات الحروب فإن المجهود الحربي المباشر يلقى على الرجال، لذلك فإن مخاطر موتهم تكون أكبر. قد تلعب طبيعة جينات المرأة وعملية توارثها مثل المادة الوراثية في عضيّة المايتوكندريا في الخلية التي تنتقل من الأم فقط لأبنائها -ذكورا وإناثا- دورا في الأمر.