مثل صفصافة لا تغادرها أوراقها تستقيم على جبل باذخ لتضيء المكان اخضرارا وفيئا، أو مثل شمس تدوزن دفئا على كل شبر من الأرض، أو مثل شعر أصيل تعلّق في كعبة الله ذات زمان فاكتسى هيبة لا تشيخ، أو مثل غيم تعهد بث التحايا على الناس كل صباح أو مثل نهر نقي يقاوم كل شتاء بتمسكه بالربيع أو مثل بدر يغلف أحلامنا بالتفاؤل قبل الرقاد. إنه الدكتور عبدالعزيز بن محمد السبيل أمين عام جائزة الملك فيصل المؤتمن عليها بعد سلفه الدكتور عبدالله العثيمين. زاهد في الضوء، حين هاتفته بالأمس للتهنئة والدعاء بالتوفيق قال لي «حديثك عن الدكتور العثيمين أثلج صدري ويكفيني هذا منكم»، بالأمس وزع بيان الفائزين الخالي تماما من اسمه ليؤكد مجددا أنه صانع نجاحات متفرد وإن بقي متواريا بعيدا عن الضوء لأنه تعود أن تكون بصماته في المتن. اختارت هيئة جائزة الملك فيصل العالمية برئاسة مؤسس النجاحات الفكرية والثقافية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، خلفا للدكتور عبدالله العثيمين ليكون إضافة للجائزة مبنى ومعنى كيف لا وهو الأكاديمي الأصيل ووكيل الوزارة البناء والإداري الذي لا يضمن جدول أعماله الاحتمالات أو السلبيات (تبعت خطوته والشوق يدفعني، من اليمامة حتى مكة الرسل، وفي رحاب الهدى حطت ركائبنا، كأنها في حماهُ كفُّ مبتهلِ، وغارت الأرضُ من أصداء لوعتنا، كأنها غيرة المريخ من زحل). الدكتور السبيل حاصل على الليسانس في اللغة العربية وعلومها من جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وعلى الماجستير والدكتوراة في الأدب المقارن من جامعة إنديانا الأمريكية. عمل أستاذا مساعدا في جامعته، وتولى رئاسة قسم اللغة العربية، وعمل بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، وانضم لعضوية مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي، وكان نائبا لرئيس تحرير جريدة «سعودي جازيت» بالرياض، وتم تعيينه منتصف عام 1426، وكيلا لوزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، وله مجموعة من البحوث والكتب والإصدارات.