طغى جدل واسع حول دور ما يسمى بـ"الصحوة" التي ظهرت بوادرها في مطلع الثمانينات الميلادية في تغذية موجة التطرف والإرهاب التي ألقت بظلالها على الواقع المحلي، على الجلسة التحضيرية للقاء الوطني العاشر للحوار الفكري، بعنوان "التطرف وأثره في الوحدة الوطنية" المنعقدة أمس بمدينة بريدة، ضمن المرحلة الثالثة والأخيرة للقاءات هذا المحور. ففي حين أكد أحد المشاركين بالجلسة بأن "مرحلة الصحوة" وظهور موجة تيار إسلامي تناول في خطاباته عدد من القضايا المحلية والداخلية، التي بانت ملامحها في عام 1400 قد أسهمت بشكل مباشر وكبير في تغذية واحتضان موجة الغلو والتطرف التي ضربت العمق الأمني في المملكة خلال بداية العقد الأخير، اعترض أحد المشاركين على هذا الطرح، واصفا إياه بأنه أطروحة ضعيفة لا تلامس حقيقة الواقع. حيث نفى الدكتور مساعد الفرة أن تكون الصحوة سببا رئيسا ومباشرا في تغذية التطرف والغلو عند بعض الشباب في الوقت الحالي، مستشهدا بعدد من رموز جيل الصحوة الذين باتوا الآن أحد أهم الشخصيات الفكرية والدينية التي تحذر من التطرف، وتعمل على خلق أطروحات وسطية ومعتدلة. كما قابل أعضاء مجلس الأمناء لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومن بينهم رئيس مجلس أمناء المركز الدكتور عبدالله المطلق، وعضو مجلس الأمناء الدكتور حسن الهويمل، بداية تقديمهم الجلسات اعتراضا من قبل الدكتور عبدالله البريدي الذي رفض ما يسميه بـ"التوجه الجديد" الذي ظهر فيه تقديم الجلسة، منتقدا محاولة توجيه منحى الحوار حول التطرف نحو قالب واحد يتمثل بالتطرف الديني وأثره في الوحدة الوطنية، مطالبا بأن يكون النقاش مفتوحا وعاما ليتناول كل أوجه التطرف والغلو بما فيها التطرف القبلي والرياضي والمالي وغيرها من مناحي الحياة اليومية للمواطن السعودي. وكان اللقاء قد تناول في جلساته الأربع أربعة محاور، تمثلت في واقع التطرف ومظاهره التي أدت إلى توفير مناخ حاضن له، والعوامل والأسباب المساعدة والمؤدية إلى التطرف والتشدد مع التركيز على الظروف المحلية والإقليمية المساهمة بذلك، بالإضافة إلى المخاطر الدينية والاجتماعية والوطنية للتطرف والتشدد وسبل حماية المجتمع من تلك المخاطر، وذلك عبر ورش عمل ونقاشات ضمت عدد من المهتمين والمثقفين في المنطقة. يذكر أن لقاءت محور التطرف والوحدة الوطنية ستشمل المنطقة الشرقية، ومنطقة الرياض، بعد أن استهلت المرحلة الأسبوع الماضي في حائل، ليستكمل مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لقاءاته في جميع مناطق المملكة الثلاث عشرة، تمهيدا لمشروع الاستراتيجية الوطنية لمواجهة الغلو والتطرف، الذي سيستعرض حلول مواجهة هذه الظاهرة وفق مخرجات وتوصيات لقاءات الحوار الوطني عن التطرف بمراحلها كافة.