أعضاء مجلس الشورى برهنوا على أنهم بشر مثل بقية البشر وموظفون مثل بقية الموظفين، يغضبون حين تقلص جهة عملهم عدد الصحف التي تقدم لهم فيكون نصيب كل عضو منهم صحيفة واحدة بدل ثلاث صحف، ويحتجون حين يتم تخفيض المبلغ المخصص لمساعدتهم على تسديد فواتير جوالاتهم من ألف ريال إلى 400 ريال فقط لا غير. وهم إذ يغضبون ويحتجون ويحاجون من اتخذ القرار بذلك لا يلتفتون إلى ما يقال عن ترشيد الإنفاق ولا يتذكرون أنهم طالما أوصوا باعتماد الطرق الكفيلة بتوجيه المال العام وجهة تكون أكثر جدوى من أن تختص بفئة دون فئة من الموظفين والمواطنين، وحينما يتذكر بعضهم ذلك يلمح إلى أن ثمة نفقات أخرى في مجلس الشورى هي أولى بالترشيد، وكان الأولى بمن يلمح إلى ذلك أن يكون أول الساعين إليه والدالين على مواقعه، ولعله إن فعل ذلك حمى مخصص جواله من التخصيص واحتفظ بالصحف الثلاث ولم يكن بحاجة إلى من يرشده أن بإمكان شبكة الإنترنت أن توفر له كافة صحف العالم دون أن يكلف خزينة مجلس الشورى شيئا. وإذا كان من بين أعضاء المجلس من امتلك الجرأة، رغم أن الموضوع لا يحتاج شيئا من الجرأة، فتحدث باسمه الصريح عيانا بيانا وعلى رؤوس الأشهاد متظلما من قرار الترشيد فإن من المثير للعجب أن «يفضل» عضو في الشورى عدم ذكر اسمه رغم أنه هو الرجل الذي تناط به مسؤولية مناقشة كافة الجهات التي تقدم تقاريرها لمجلس الشورى، وهو الرجل الذي من المنتظر منه أن يرفع يده معترضا ومحتجا في وجه أي مسؤول لا يراعي الأنظمة أو لا يحسن الأداء، وللمواطنين بعد ذلك الحق في ألا ينتظروا شيئا من عضو لا يملك جرأة أن يجهر باسمه حين يتعلق الأمر بالحديث عن نظامية قرار اتخذته الجهة التي يعمل بها.