قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الولايات المتحدة تتودد إلى بعض المليشيات المسلحة "غير الموثوق بها" في ليبيا لمساعدتها في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في ذلك البلد الواقع في شمالي القارة الأفريقية. وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين في مجال مكافحة الإهاب يعتبرون الفرع الليبي أخطر فروع تنظيم الدولة، ذلك لأنه يتمدد على الأرض ويواصل تصعيد هجماته الفتاكة. وقد اضطرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إزاء هذا التقدم لخطب ود جماعات "ليست محل ثقة" من بين تشكيلة من المليشيات الليبية التي تظل "غير مسؤولة وفقيرة التنظيم ومقسمة جهوياً وقبلياً". وأوردت الصحيفة في تقرير من طرابلس أن قوة خاصة من الجيش الأميركي كانت قد حطت الرحال في قاعدة الوطية الجوية بليبيا حيث تتمركز إحدى المليشيات "الحليفة". وبدلاً من أن تحظى تلك القوة باستقبال حار كما كانت تتوقع، توعدها مسلحون من مليشيا أخرى باعتقال أفرادها مما أرغم الأميركيين على الرحيل. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الحادثة التي وقعت يوم 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي سلطت الضوء على المصاعب التي تواجهها إدارة الرئيس باراك أوباما في بحثها عن جماعات مسلحة يمكنها أن تلعب دور قوة برية ضد فرع تنظيم الدولة "الذي تتوسع سلطته باطراد" في ذلك البلد. " أساس اهتمام الغرب بالمنطقة لا يكمن في إنقاذ ليبيا مع افتراض إمكانية إقامة "دولة الخلافة"، بل في التأكد من أن البلاد لن تصبح ملاذاً لجهاديين يمتلكون حرية الاستيلاء على إيرادات النفط والتموضع على نحو خطير بسواحل البحر الأبيض المتوسط " وول ستريت جورنال ويحمل ذلك البحث في طياته -كما ترى نيويورك تايمز- محاذير بعينها لإدارة أوباما التي اعتمدت من قبل على مليشيات محلية لحماية مجمعها الدبلوماسي في مدينة بنغازي بشمال شرق ليبيا. غير أن تلك المليشيات أخفقت في توفير الحماية اللازمة عندما داهم مسلحون المجمع في سبتمبر/أيلول 2012، في هجوم أودى بحياة السفير كريستوفر ستيفنس وثلاثة أميركيين آخرين. ويحذر محللون أيضاً من أن أي جهود أجنبية لتمكين "قواتبالوكالة قائمة بذاتها، من شأنها إذكاء أوار خصومات جديدة في وقت تسعى فيه الأمم المتحدة لجمع الفصائل الليبية المتناحرة بعد سنوات من الحرب الأهلية التي أعقبت الإطاحة بالعقيد معمر القذافي في 2011". صحيفة أميركية أخرى، هي وول ستريت جورنال، نوهت إلى أن تنظيم الدولة يسيطر الآن على شريط ساحلي طويل يمتد من العاصمة طرابلس في الغرب إلى بنغازي في الشرق، وهي مساحة من الأرض تفيد التنظيم في الدعاية والادعاء بأنه أقام دولة الخلافة في ليبيا. وترى الصحيفة أن أساس اهتمام الغرب بالمنطقة لا يكمن في إنقاذ ليبيا مع افتراض إمكانية ذلك، بل في التأكد من أن البلاد لن تصبح ملاذاً "لجهاديين يمتلكون حرية الاستيلاء على إيرادات النفط والتموضع على نحو خطير بسواحل البحر الأبيض المتوسط". وتمضي وول ستريت جورنال إلى القول إن حملة جوية لحلف الناتو، تصاحبها إذا دعت الضرورة قوات جوية محدودة، لتدمير تنظيم الدولة في ليبيا من شأنها أن تبعث برسالة قيِّمة مفادها أن الغرب لن يتسامح إزاء تهديد من هذا القبيل على مقربة من شواطئه. كما أن من شأن تلك الرسالة أن تمنح الفصائل الليبية دافعاً أكثر للمصالحة، ثم إنها في كل الأحوال ستجعل من العالم أكثر أمناً، طبقاً للصحيفة.