×
محافظة حائل

حالة الطقس : تكون سحب رعدية على مرتفعات بعض المناطق بالمملكة

صورة الخبر

عام القراءة 2016 في الإمارات، يثير في الذهن مئة قراءة. إحداها أن القراءة تواجه تحدّياً جبّاراً في العالم العربيّ، يتمثل في عسر هضم الأمر السماويّ الذي مرّ عليه خمسة عشر قرناً. معادل الأمر إن شئت: بخاطر الله اقرأ. الرائع في تخصيص عام بكامله، هو عدم الاكتفاء بيوم واحد، قياساً على يوم المرأة الذي يبصم بالعشر على أن بقية أيام السنة لجناب سي السيّد. والمسألة منطقية بامتياز، فلو خصصنا للقراءة يوماً فريداً يتيماً، لكان ذلك نكتة القرن. فالإحصائيات، التي لا ندري أساخرة هي أم جادّة، تصوّر العربيّ آدميّاً لا يقرأ غير عشرين دقيقة في السنة. وهذا يعني أنه يقرأ في اليوم 0.054 من الدقيقة. لمحة خاطفة لا تكفي حتى لتكحيل المقلة بعنوان كتاب. الأهمّ من ذلك أن تلعب المنظومة الشاملة: الأسرة، المدرسة، النوادي الاجتماعية، الثقافية وغيرها، أدواراً إيجابية شتى في دعم القراءة: ماذا قرأت في الأسبوع الماضي، ما هي القضايا التي تناولتها مطالعاتك، ما هي الجماليات التي استوقفتك، كيف يمكن أن يستفيد مجتمعنا، بلدنا، شعوبنا، من تلك الأفكار؟ عند طرح هذه المسائل والمحاور في الأسرة، نتعلم كيف نتيح لكل الأفراد فرصة إبداء الرأي، وعلى الصعيد الاجتماعيّ نتدرّب على استبشاع أساليب قمع الرأي والممارسات الفرديّة، فتنتعش أذهان الصغار والكبار، ويتدفق أوكسجين حريّة الرأي والفكر والتعبير إلى الأدمغة. وما دامت الحياة العامّة للجميع، فمن المستقبح أن تكون فيها أبواب موصدة، خلفها حرّيات على عَمَد ممدّدة. من خلال القراءة المنتظمة، وتحوّلها رغم أنف الطبيعة إلى حاجة ضرورية وطبيعية، كالهواء والطعام والماء، يرتقي المجتمع إلى مستويات أرقى من القراءة. القراءة في غير الكتب والحواسيب. قراءة الأحداث، استقراء الماضي، قراءة معطيات الحاضر واستشراف المستقبل. قراءة ما وراء سطور النصوص، وخلفيات الأفكار والنظريات، وأبعاد المرامي والغايات. هذه الأساليب والمنهجيات لا تؤخّر إلى أن نقول: كبرت العيال أو يقال: عندما شاب، ودّوه للكتّاب. القراءة السليمة تبدأ قبل سنّ القراءة بسنوات. على الأم أن تقرأ لرضيعها منذ عامه الأوّل، بصوت عال وبإلقاء جميل إن أمكن. ودور النشر المتخصصة حسبت لكل سن حسابها. وكل قراءة وأنتم بخير. abuzzabaed@gmail.com