×
محافظة المنطقة الشرقية

أفراح الخنجي والحداد

صورة الخبر

لست مع من يحاول مزج «القاعدة» و«داعش» بإيران بمنظومة واحدة، فحتى تعرف أعداءك وتتعامل مع كل عدو بما يناسبه يجب عليك أن تضع كلا منهم في مكانه وتفند خطورته وإن لم تجد ثمة علاقة فلا تحاول إيجادها فلا أهمية لذلك بقدر الرضوخ للواقع والتعامل معه. كثرت التكهنات وكثر البناء على هذه التكهنات باستخدام إيران لرموز القاعدة وإيوائهم وتمويلهم … إلخ، والحال يندرج على «داعش» وتحريك إيران لرموزها، وهذا الرأي هو مجرد محاولة لتحفيز العقل بفكرة خاطئة يحسب البعض أنها الطريقة الصحيحة للتبرؤ من مخرجات التطرف «الإرهاب» أو حماس لإظهار حس بوليسي غير موفق، وهذا لا يعني استبعادا لخبث إيران -لا سمح الله- التي لا تتورع عن الاتفاق مع الشيطان ضدنا، بل استحضار لتفرع الخطر حولنا وتعدد جهاته، فالحال يقتضي التصدي التام لداعش وفلول القاعدة وإيران على حد سواء، وبعيدا عن التحليلات «الفنتازية».. وبالقول إن داعش والقاعدة لم تفجرا تفجيرا واحدا في إيران وإهمال أن داعش أيضا لم تفجر «شرخا» واحدا في تل أبيب! الإرهاب حولنا متفرع للأسف، وليس حالة واحدة ومزجها ببعض يفضي إلى قراءة هزيلة للواقع، أما تناول كل حالة كخطر قائم لوحده لا شك سيجعل الرؤية أدق والمعالجة أنجع. فإيران وداعش والقاعدة كيانات إرهابية تختلف في الأداء وتتفق في الهدف، فجميعها تتفق على إلغاء وجودنا وتقويض وطننا والنيل من استقراره وأمنه، ولو حاولنا إيجاد ثمة رابط بين هذه الكيانات فهو يتمثل بالهدف فقط. إشكاليتنا ليست في إثبات العلاقة بين تلك الكيانات أو نفيه، بل في قراءتها وكيفية التعامل معها أولا، وبالتالي التعامل مع الولاءات الداخلية لكل منظومة منها بما يناسبها فليس أشد زعزعة للأوطان من خلايا الخونة وطوابيرهم إما تعاطفا أو تنظيما! كل ما سبق ليس إنكارا لقوى مهدت وحرثت وبذرت ثم استنكرت، وليس إلغاء لمنظومات أخرى تتفرع أو تنضوي تحت هذه الكيانات الآنفة الذكر، إنما قراءة للواقع حسب معطياته، ويبقى المستقبل مليئا بالغموض والمفاجآت !