يشكك علماء الآثار بجزء كبير من اكتشافات أثرية تم الإعلان عنها إبان الحقبة السوفيتية، بما فيها حفريات الآثاري الروماني «فيكولاني فلاسا»، ذلك لأن الدولة الشيوعية كانت تكدح في تزوير ما يساعدها على تقوية «القومية المحلية» لها. مارست قوميات أخرى تزويرا أثريا لأهداف «قومية - وطنية» خاصة بها، كانت إسرائيل أنموذجا إذ اندفع بعض علماء آثارها ورجالات الدين في التزوير أثناء بدايات تأسيس الدولة الإسرائيلية، وبالغ بعضهم -عن قصد- بحبك صناعة أدلة أثرية مادية تشير إلى وجود هيكل سليمان في فلسطين، ثم -وهذه شهادة حق لصالح إسرائيل- تم فتح تحقيقات بوليسية وعلمية نتج عنها سحب وتكذيب مجموعة من الأدلة المزورة، وزج المزورون في سجون إسرائيل مع التشهير بهم وبكشوفاتهم المكذوبة. يأتي تزوير الأدلة المادية الأثرية «تماثيل، توابيت، ألواح صخرية أو طينية تحتوي كتابات بلغات قديمة جدا» كأحد أصعب ممارسات التزوير الخادمة لأهداف قومية، بينما تزوير الموروث الثقافي، والديني منه تحديدا، يعتبر الأكثر تعرضا للتحريف، كذلك الأقوى انتشارا وتأثيرا، والأصعب -حتى الآن- في إثبات زوره وكذبه، وليس من السهل إماطته عن عقول الناس، فعمليات غسل العقول تحتاج أجيالا للزرع أو النزع. يأتي ذلك في سياق ما تم «تزويره عن قصد» لغايات قومية مذهبية في طيات الموروث المكتوب أو المنقول الإسلامي، داخل الطيف السني ثانيا، والطيف الشيعي أولا، حتى تم طمس الجزء الأكبر من سماحة الإسلام، وقبوله للآخر «أتباع أديان سماوية أو ثقافات غير دينية» كجزء من نسيج دول إسلامية توالت، مع ضمان وضوح الصورة لدى العامة قبل الإدارة التنفيذية للحكومات بوجود براح في حريات المعتقد وحقوق المواطنة. تمادى تزوير الموروث الإسلامي «سني وشيعي» بإيجاد مبررات كافية للتقاتل باسم رب واحد، مع منح صكوك للسكن في ذات الجنة، و لا أعرف كيف وصل التزوير بهم إلى إقناع المسلمين بأن ذات الرب يحكم الأرض بقانونين مختلفين، ويمنح الجنة للقتلة أكثر من منحها للمسالمين، كما أنني لا أتصور وجود حالة من السلم داخل الجنة إذا تواجد فيها جيران كانوا في الأرض يتقاتلون. ذهب أخطر مزوري الموروث الإسلامي إلى قبورهم، لا نملك قدرة على محاكمتهم أو سجنهم، لكن يوجد في مياه الخليج متسع يرمي السنة والشيعة فيه كل الموروث المكتوب لغايات قومية، أو عليهم الاستمرار بحرب لألف عام قادمة، مع اتساع الموروث المكتوب لاشتعال حروب أكثر دموية بين أطياف السنة، وكذلك حروب مماثلة بين أطياف الشيعة، طالما وصل بنا تكاثر أدبيات القتل والإضرار بالناس إلى تصاعد يمنح مفاتيح الجنة لقاتل أبيه وأمه.