أبها علي فايع أبدى أستاذ الخطّ العربي الدكتور سيف الدين سيد، أسفه الشديد على تحويل مرسم الخطّ العربي في قرية المفتاحة إلى مستودع، خلال إلقائه محاضرة «الخط بين الكتابة والفن» مساء أمس الأول في فرع جمعية الثافة والفنون في أبها، وأدارها مرعي عسيري. وقال إن له تجربة جميلة في المنطقة، إذ ساهم في إنشاء أول مرسم لتعليم الخطّ العربي في قرية المفتاحة في عسير، قبل سنوات، لكن مع الأسف الشديد، هذا المرسم تحوّل اليوم إلى مستودع. ووجَّه سيد نقده إلى الطريقة التي يدرّس بها الخطّ العربي في مدارس التعليم العام، مشيراً إلى أن هناك أسباباً كثيرة لرداءة الخطوط لدى الطلاب، منها صعوبة المادة التعليميّة، سواء في المنهج أو طريقة التدريس، وضعف كفاءة المعلّم لأنّ «فاقد الشيء لا يعطيه»، وصعوبة الخطّ إذ يحسن بالمتعلّم أن يتدرّج في ممارسة الكتابة وفق شروط القاعدة. وذكر أن تدريس الخطّ العربي في مدارس التعليم العام يوكل إلى معلمي اللغة العربيّة الذين أفسدوا الخطّ العربي، والواجب أن يدرّس هذه المادة معلّمو التربية الفنيّة، لأنّهم أقرب إلى هذا الفنّ، فالكتابة رسم في أصلها. وأشار سيد إلى أنّ الخطوط العربية خليط ما بين الرّقعة والنّسخ، وبإمكان كلّ شخص أن يُحسّن خطّه إذا وقف على القواعد التي تساعده في التحسين، فالكتابة المستمرّة تساعد في ذلك شريطة أن تكون وفق القاعدة، لافتاً إلى أنّ انتشار أقلام الحبر والأقلام الجافّة أو أقلام «الوجاهة»، كما سماها، أفسدت الخطّ العربيّ أيضاً، ومطمأنا أصحاب الخطوط الرديئة، بأنه بإمكانهم تحسين خطوطهم، لأنّ الخطّ إذا كان موهبة لبعض الأفراد، فهو تعلّم وممارسة لآخرين، وأن التدريب المستمرّ والممارسة الواعية وفق القاعدة يساعدان في التحسين. في ختام المحاضرة، أعلن عن استعداده لتقديم دورة مجانيّة لمدة ثلاثة أيام في الخطّ العربي لمن يرغب في تحسين خطّه من مرتادي فعاليات فرع الجمعيّة.