بغداد مازن الشمري أكد إمام وخطيب اعتصام الفلوجة في العراق، أمس، أن رئيس الوزراء نوري المالكي وحكومته يقمعان التظاهرات ولا يحاسبان المليشيات والعصابات ومنها «عصائب أهل الحق» وغيرها من التي تجوب شوارع بغداد في وضح النهار، وأشار إلى أن «حراكنا سيستمر لكننا نحذر من البقاء على هذه الحالة المتمثلة في محو الهوية»، مشدداً على ضرورة أن تكون هناك خطوات قادمة ضمن القانون والدستور لتحقيق المطالب ورفع الظلم. وفي خطبته، قال إمام وخطيب جمعة الفلوجة محمد طه حمدون في ساحة اعتصام الفلوجة: «أخاطب عقول المعتصمين وحكام بغداد بأن علينا التغيير ورفع الظلم ونصرة الشعب وتحقيق مطالبه وفق القانون والدستور وتعديل مسار الحكومة بشكل إيجابي بما يخدم أبناء العراق كافة، وإن بقي الحال على ما هو عليه فسيكون هناك محو للهوية الإنسانية في البلد». وأضاف حمدون، إن «المالكي وحكومته يستمران في قمع المعتصمين في ساحات الاعتصام السلمية في المحافظات الست الثائرة ولا يحاسب المليشيات والعصابات ومنها العصائب وغيرها من المليشيات التي تجوب شوارع بغداد في وضح النهار وأفراد الشرطة والجيش لا يحركون ساكناً»، مؤكداً على أن «ساحات الاعتصام باقية ولن نترك ساحات الشرف والحق حتى تحقيق المطالب ونصرة شعبنا ولن نسمح لأي جهة سياسية بأن تستغل مطالبنا لجمع المكاسب السياسية، وسنصمد في مكاننا حتى كسر قيود الطغاة والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات الأبرياء ونصرة المظلوم والمحتاج، كون رياح التغيير قادمة». وأوضح حمدون أن للحراك مشروعاً سيعلن قريباً بتشكيل جبهة تجمع الكل دون إقصاء لنصرة أهل السنة والجماعة وجمع الصف وتوحيد الكلمة لضمان تحقيق جميع مطالب المعتصمين دون تغيير أو حذف، ولن نسكت عن قتل المليشيات وظلم الحكومة». وفي ذات الإطار، رفض معتصمو ميدان الحق في سامراء بمحافظة صلاح الدين، محاولات سلخ مدينتهم وجعلها محافظة مقدسة، مؤكدين عزمهم على مواصلة الاعتصامات. وقال الشيخ سفيان محمود خلال خطبته «هناك من يريد إشعال نار الفتنة وإخراج الاعتصامات من سلميتها»، وتابع محمود «كما أن أهل سامراء يعلمون بوجود مخطط لسلخها عن محافظة صلاح الدين وجعلها محافظة مقدسة، وهذا ما يرفضه أهل القضاء رفضاً قاطعاً». وشدد محمود على أن «أهل سامراء سيواصلون الاعتصامات ومعهم أهل صلاح الدين للوقوف في وجه الظلم وباقي التحركات المشبوهة، ومنها محاولة قطع سامراء وإلحاقها بمدن أخرى وفقاً لرؤية طائفية». من جانب آخر، كشف رئيس المجلس البلدي في ناحية الفضلية، حيدر سلمان، في حديث صحفي أمس أن «أطرافاً سياسية مدفوعة من دولة مجاورة قامت بارتكاب أعمال إجرامية تستهدف أبناء الطائفة السنية في ناحية الفضلية، «20 كم جنوبي الناصرية»، تمثلت في قتل شخص منها وإصابة آخر بجروح قبل عدة أيام». وأضاف سلمان، إن «عديداً من العائلات السنية في الناحية، تلقت رسائل تهديد تدعوها للرحيل مما دفع خمس أسر منها إلى الهجرة من مناطقهم في اتجاه الزبير (البصرة) والكوت (واسط) وهيت (الأنبار)»، مشيراً إلى أن «الأعمال الطائفية طالت أفراداً من عشيرة آل سعدون السنية ولم تستهدف عشيرة الروضان التي تنتمي إلى الطائفة نفسها». وأوضح رئيس المجلس البلدي في ناحية الفضلية، أن «المجلس والحكومة المحلية في الناحية زارت شيوخ ووجهاء الطائفة السنية بالناحية لتطمينهم والتعهد بحمايتهم»، مستدركاً «لكننا لمسنا وجود ميول ورغبة لدى البعض منهم في الهجرة».وأكد سلمان، أن «أبناء الطائفة السنية يشكلون نسبة 5% من سكان الناحية، البالغ عددهم 45 ألف نسمة».