التواصل الروحي بين المرأة والرجل هو الرابط الحقيقي لاستمرار الحياة الزوجية بغض النظر عن الاكتفاء الجنسي أو وجود أولاد بينهما وهي حقيقة لا تدركها بعض الزوجات. وعندما يصبح هذا الرابط هشاً (وتحديداً عند الرجل المعطاء) يتحول الرجل إلى زوج أعزل، أو بمعنى آخر فاقداً للطاقة التي تبعث في شرايينه الحب والرغبة في إسعاد شريك الحياة. هذا النوع من الرجال يتبع عواطفه وتحركه قائمة من مضادات الحياة كالصبر والتفهم والتعقل في استيعاب الأمور. غير أن الشريكة التي لا تفهم طبيعة هذا الرجل تشجع عزلته مع نفسه وتحبس جمال روحه في تذمرها أو استغلالها لهدوئه وسلامة طبعه، أو التصيد له في المواقف الصغيرة والكبيرة. بل إنها قد تدفع به لاختيارات لا يرغبها كالطلاق وغيرها. وعندما يحدث هذا الإقصاء تكون المرأة هي الخاسرة الأولى لأن الرغبة في الاستمرار وقتها ستنبع من إحساسه بالواجب فقط، وهذا أسوأ إنجاز تحققه المرأة في زواجها. فإن لم يكن هذا النوع من الرجال بالوعي الكافي ليجد وسيلة لتصحيح حياته انشرخ جدار قلبه بالاكتئاب وباتت الحياة جمرة مشتعلة قابلة للانفجار في أي لحظة. ومع الأسف تكابر بعض الزوجات في الاعتراف بحقيقة تقصيرهن، وربما لم تجد حولها من يدفعها لفهم أسباب الفجوة بينها وبين شريك حياتها فتقحم نفسها في تفاهة تفكير البعض ودعمهم السطحي لأفكارها وعواطفها ولا تدرك معنى ذلك إلا بعد فوات الآوان.