×
محافظة المنطقة الشرقية

ألمان تحرشوا بلاجئات “العفو الدولية” توثق شهادات 40 لاجئة سورية وعراقية

صورة الخبر

من يريد التعرف على عالم بهاء طاهر وآرائه يجد في كتاب «بهاء طاهر... الناي الحزين» للناقد والمترجم حسين عيد ما يغنيه. صدر الكتاب في سلسلة «كتاب الهلال» ويضم مقدمة عامة عن الروائي الكبير، والروافد الحيوية والثقافية التي أثَّرت في تجربته الإبداعية، من حب للموسيقى والمسرح وكلاسيكيات الثقافة الإنسانية، ودراسات عن الملامح الفنية في قصصه القصيرة منذ بدأ نشرها في الستينات، حين جذبت انتباه يوسف إدريس وقال إن هذا قلم «بهائي طاهري» وصاحبها لا يستعير أصابع غيره، ودراسات عن رواياته منذ «شرق النخيل»، وصولاً إلى «واحة الغروب». ويضم الكتاب محاورات لحسين عيد مع بهاء طاهر، تتناول قضايا متعددة، منها رأيه في أدبه. فعلى سبيل المثل يعترف أن قصته الطويلة «أنا الملكُ جئت» أفضل أعماله، رغم النجاح والشهرة التي حظيت بها قصته «بالأمس حلمت بك». ويقول المؤلف إن بهاء على رغم ولادته ونشأته في القاهرة إلا أن انتماءه الأساسي كان لقرية المنشأ، الكرنك في جنوب مصر، حيث ولد ونشأ والداه، والتي عرفها وعشقها من خلال حكايات أمه. كان الارتباط بهذا المنشأ هو الأصل، وأحد مصادر ملمح الحزن الذي انعكس على كثير من أعماله، حتى بدت ألحانه دانية كعازف ناي بارع حزين! وكان ملمح الحزن واضحاً في أول قصصه أثناء غربته، وهي «بالأمس حلمت بك» (1983). وإذا حاولنا أن نجد تفسيراً لاستشراء هذا الحزن في حياته، فالأمر يتطلب أن نغوص قليلاً وراء هذا الملمح منقبين عن أبعاده المختلفة سواء في حياته الخاصة أو عبر أعماله الأدبية. ابتعد بهاء طاهر عن قرية المنشأ باختياره في مرحلة شبابه من أجل التعلم والعمل إلى منفى في داخل البلاد وإن ظلّ يشده حنين لا ينقضي إلى تلك القرية. وحين اشتد اضطهاده في السبعينات، أُجبر على الارتحال إلى منفى آخر خارج البلاد، فكان منطقياً حين بدأ رحلته الإبداعية أن يتأرجح إنتاجه الأدبي بين المنشأ والمنفى. إلا أن قضيته الأصلية ظلت على الدوام هي قضية الصعيد الجواني بكلّ ما له وما عليه. أولى رواياته «شرق النخيل» تجري أحداثها بما تمور به القاهرة من تظاهرات عام 1972، لكن مرتكزها الأساسي ارتبط بواقعة معينة حدثت في الصعيد. وسرعان ما تألق في «خالتي صفية والدير» وهو يمنح الصعيد مساحتها كلها. وأنجز في المنفى روايتي «قالت ضحى» و«الحب في المنفى»، وبعد أن رجع إلى القاهرة، كتب «نقطة النور».