×
محافظة المنطقة الشرقية

مصفاة ياسرف علامة بارزة في صناعة التكرير العالمية

صورة الخبر

كتبت في الأسبوع المنصرم عن الملحقيات الثقافية للدولة في الخارج وهل هي تؤدي دورها كما هو مطلوب في عكس الصورة الحقيقية عما وصلت إليه الدولة في شتى المناحي خصوصاً الجوانب الثقافية منها، وتعميق وتطوير العلاقات الثقافية والإعلامية مع مختلف المؤسسات المعنية هناك ومع الإعلاميين والمثقفين. وقد جاءتني ردود فعل كثيرة من أفراد المجتمع، كلها كان يؤكد على أن الملحقيات الثقافية ضعيفة بشكل عام وفي كافة الدول ولا تقوم بأي جهد يذكر في ما يصب في المسمى الذي تحمله، بل هي معنية فقط بمتابعة الطلاب المبتعثين في الخارج وبأقل الجهد المتمثل بشكل عام في تسليمهم الرواتب، أما ما عدا ذلك فحدث ولا حرج. ومما يجب الإشارة إليه أن الملحقيات الثقافية تتبع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وأعتقد أن هنا بيت القصيد، فكون الملحقيات الثقافية تابعة لهذه الوزارة فهذا تحديد وتأطير مباشر لدورها وربطه بمحدودية في التعامل مع الطلبة فقط وما يختص بهم. والشكوى أيضاً من عدم أداء هذا الدور بشكل فعال كبيرة، ما يدعو إما إلى تغيير مسماها لتكون ملحقيات شؤون المبتعثين أو أي مسمى آخر غير الثقافة بمعناها الشمولي العام الذي يتطلب جهداً وعملاً كبيراً لا يقل بتاتاً عن العمل الدبلوماسي، بل يوازيه في التأثير والنوعية والهدف. أعود لما كتبته في مقالي وردة الفعل عليه، حيث لم يمض أكثر من ساعات على نشر المقال حتى جاءني اتصال من رجل يعي قيمة وطنه ويحمل راية الدبلوماسية الخارجية للدولة في كافة المحافل الدولية، ويهمه اسم وطنه أينما كان وفي أي بقعة من بقاع المعمورة، ولا يرضى بأن يمس هذا الاسم أو يشوه من قبل أي أحد، ويعي أن أي خطأ يجب ولا بد من تداركه فالوطن فوق الجميع. اتصل سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، شاكراً حرصنا على سمعة وطننا، مستفسراً عن كافة المعلومات المتعلقة بما كتبته، منوهاً بدور الإعلام الذي يجب أن يكون في خدمة الوطن، سواء بإيصال الحقائق والإشارة إلى الأخطاء إن وجدت لإصلاحها، أو بتقديم الاقتراحات لتطوير العمل لما فيه المصلحة العليا للوطن. اتصال سموه أثلج الصدر وأسلوبه الراقي يدل على الوعي الكامل بالمسؤولية الوطنية التي يتحملها ويمثلها. ومن هذا المنطلق أقترح أن تتحول مسؤولية الملحقيات الثقافية لوزارة الخارجية تماماً، فهي من يقوم بالتخطيط لسياسة الدولة الخارجية وتعرف المهام المناطة بها في كل دولة ونوعيتها، ويمكنها أن تُفعل عمل تلك الملحقيات بشكل يعود بالمنفعة على الدولة بشكل كبير وفعال، ومن ضمنها رعاية شؤون المبتعثين في الخارج. ولا أعتقد بتاتاً أن ذلك بالشيء الصعب على حكومة مثل حكومة الإمارات، حكومة الابتكار والإبداع والتطور. شكراً عبد الله بن زايد، ومثلما قال المثل: من خلف ما مات. إبراهيم الهاشمي ibrahimroh@yahoo.com