طوّر فريق بحث دولي لقاحًا جديدًا أظهر فاعلية في حماية الإبل من آثار فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، ويمكن اختباره أيضًا لحماية الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالفيروس. وتم تطوير العقار ضمن مشروع بحثي دولي ضمّ علماء من مركز بحوث صحة الحيوان في برشلونة بإسبانيا، بالتعاون مع علماء من مركز إيراسموس الطبي في هولندا، بالإضافة إلى باحثين من ألمانيا. ونشروا نتائج دراستهم في العدد الأخير من مجلة "ساينس" العلمية. وأوضح فريق البحث أن اللقاح الجديد قد يقلل انتقال عدوى فيروس كورونا من حيوان إلى حيوان، ومن حيوان إلى إنسان عن طريق خفض إفرازات الأنف، مما يوقف انتشار الفيروس. وأجرى العلماء تعديلاوراثيًا لنوع من فيروس الجدري يسمى "إم في أيه" لإبراز بروتين يسمى "سبايك" الموجود على سطح فيروس كورونا. واستخدم العلماء من قبل فيروس "إم في أيه" للقضاء على مرض الجدري، ويُستخدم حاليًا لتطوير لقاحات لمجموعة متعددة من الفيروسات مثل الإنفلونزا والتهاب الكبد الوبائي وإيبولا، والأهم من ذلك أن هذا الفيروس يمكنه أن ينتج الأجسام المضادة والخلايا القاتلة. ويعتقد العلماء أن بروتين "سبايك" في فيروس كورونا، يمثل هدفًا رئيسيًا للاستجابة المناعية، ويأمل الباحثون أن يساعد فيروس الجدري الجهاز المناعي في التعرف على كورونا وقتله. فيروس كورونا (أسوشيتد برس) أنوف وأخذ فريق العلماء فيروس الجدري المعدل "إم في أيه" ووضعوهعلى أنوف الإبل وحقنوها في عضلاتها، وكرروا هذا التطعيم مرة أخرى بعد أربعة أسابيع. وعندما حقن العلماء الحيوانات المحصنة بفيروس كورونا، لم تظهر على الجمال سوى أعراض خفيفة جدًا، والأهم من ذلك هو أنه لم يحدث سيلان في أنف الجمال، وكانت كمية الفيروس في هذه الجمال منخفضة للغاية. أما الجمال التي لم يجر تطعيمها باللقاح، فقد أنتجت كميات كبيرة جدًا من الفيروس، وعانت من سيلان شديد في الأنف. ورغم أن اللقاح لم يمنع الإصابة بشكل كامل، فإنه قلل بالفعل من كمية الفيروس لدى الجمال التي حقنت باللقاح، بحسب الدراسة. ولا يوجد حتى الآن على مستوى العالم تطعيم وقائي أو مضاد حيوي لعلاج المرض، ويتخوف العديد من العلماء من إمكانية تحور الفيروس، بحيث يصبح أكثر قدرة على الانتشار بين البشر، ولهذا السبب يحاول العلماء تطوير لقاحات لمنع انتقال العدوى للبشر، وكذلك الحد من تفشي الفيروس بين الإبل. ويعتقد العلماء بأن الإبل هي المصدر الأولي لانتقال فيروس كورونا إلى البشر، وينتشر الفيروس بشكل خاص في صغار الجمال، حيث تؤدي العدوى إلى ظهور أعراض خفيفة تشبه نزلات البرد الشائعة. وبحسب الباحثين، فإن الفيروس ينتقل إلى البشر حينما يكون لهم اتصال مع سوائل الجسم الخاصة بجمال مصابة، ويمثل تفشي العدوى بين الجمال خطرًا جديًا على صحة الإنسان. وانتشر فيروس كورونا بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص في السعودية، حيث تخطت الإصابات به 1150 حالة، بينما بلغ عدد الوفيات ما يقرب من خمسمئة شخص منذ ظهوره عام 2012. وقالت منظمة الصحة العالمية إن نسبة الوفيات لدى المصابين بكورونا تبلغ 35% تقريبًا، ومن الأعراض التي تظهر على المصابين بالفيروس الحمى والسعال وضيق وصعوبة في التنفس، كما قد يصاب المريض باحتقان في الحلق أو الأنف بالإضافة إلى الإسهال.