صدر العدد 107 من مجلة الدوحة الثقافية بمعية الكتاب المجاني بعنوان «من والد إلى ولده.. رسائل في التربية والتعليم والآداب» لأحمد حافظ عوض بك. حفل عدد سبتمبر الجاري من مجلة الدوحة بعدد من المواضيع التي تنوعت ما بين الاقتصادي/السياسي والأدبي والفني التشكيلي والسينما، فضلا عن مقالات رأي وحورات ومتابعات لفعاليات ثقافية عبر الوطن العربي. وجاء ملف العدد بعنوان: "اليد تهدي وردة وتضغط على الزناد" لمجموعة من الكُتّاب، بينما الملف الخاص جاء موسوما بـ"حكايات بلد.. حين تخفي كندا أقنعتها". واختار رئيس تحرير مجلة الدوحة، لافتتاحيته عنوانا بصيغة الاستفهام: «ماذا نفعل بإرثنا الثقافي؟»، معرجا على ما تتلقاه ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعددية الثقافية في الغرب من ضربات، سواء بازدياد العمليات الإرهابية التي لم يسلَم من لظاها كنيسة أو مسجد، أو في خطابات سياسية انتخابية متطرفة تحرض على التفرقة والعنصرية تضرب عصفورين بحجر واحد؛ استجداء أصوات الناخبين من جهة، وتأجيج ردود الفعل العنيفة والشاذة التي لا تُحمد عقباها، ليدعو في الأخير إلى إعادة النظر بتبني تعريف متفق عليه للثقافة في وطننا العربي، لا تختلط فيه الأوراق الإيديولوجية ولا العرقية بالثقافية، تعريف قائم على المشاركة والاعتراف والاختلاف ومبادئ الحوار والتسامح واحترام الآخر في ثقافته وخصوصياته على جميع المستويات (مناهج التعليم، المجتمع، الإعلام، حتى نستطيع تسويق تراثنا الثقافي المستنير، وحمله كدرعٍ واقٍ في واجهة المعركة. من جهة أخرى، وضعت المجلة مدخلا بين يدي الملف (اليد تهدي وردة، وتضغط على الزناد)، أبرزت فيه أن دلالات اليد متشعبة لا حصر لها، فهي في الميثولوجيا والأعراف عجيبة وغريبة. وركّز معدّوا الملف في هذا الجانب على فاعلية اليد في السلوك اليومي، حيث أنه ليس أقل غرابة وعجابا ما يصدر عن الإنسان من أفعالها، فهي واسطة ما ينوي فعله من خير أو شر، وهي صانعة الحياة، ومسؤولة عن تحريك مجريات الأمور ومآلات المصائر وأداة الاختيار ومترجمة العواطف، كما لها البصمات حجة على مجرم، والعون إنقاذا وإغاثة، وهي التي تنفذ ضرب طفل في المدرسة يتهجّى الأبجدية. وكتب في هذا الصدد عبدالله بن محمد عن «تغيرات اللمس والتناول»، مبرزا أن شكل استخدامنا لأيدينا المشغولة يتغير باستمرار، من حركات النسيج إلى الغزل إلى كتابة الرسائل النصية. وأبرز الباحث سعيد بنكراد في مقاله «تعلَّم كيف يمشي فأطلق يديه»، أن اليد قد تكون هي أساس انفصال الإنسان عن الطبيعة وسبيله نحو التأنسن، وأن من يملك يدين، يملك القدرة على تحويل الأفكار إلى حقائق. وتحدث مسعود شومان عن رمزية اليد ودلالاتها في المعتقدات الشعبية، سواء في درء الحسد، أو طهارة اليد التي تعمل، وغير ذلك. وغاص السوسيولوجي عبدالرحيم العطري في «الرأسمال الرمزي للأيادي»، لافتا أن لليد حضورا دالا ومؤثرا في صياغة المخيال الجمعي وبناء التمثلات وتقعيد المسلكيات، معتبرا إياها بوابة العبور إلى العالم، وتراوحها بين المقدس والمدنس تبعا لمضمون الثقافة السائدة، فضلا عما يعتريها من أزواج تاريخية وضدية تحكمنا باستمرار فـ»اليد اليمنى تختص بالمقدس والإيجابي: سلام، تسبيح، تشهد، أصحاب اليمين، فيما اليسرى تدل على المدنس والسلبي: الاستنجاء، أصحاب الشمال. ودبّجت منى فياض مقالا بعنوان «واسطة الفكر والعاصفة»، بينما شارك وليلاي كندو بمقال موسوم بـ»الإصبع الواحد لا يجمع قمحا»، بينما اختار عبده وازن «أقوال اليد وأصابع بين قصيدتين» عنوانا لمقاله، فيما عبدالسلام بن عبدالعالي، تحدث عن «يد ويد». وقامت نورة محمد فرج بالتنقيب في «تاريخ فني لليد»، انطلاقا من عدد من الأعمال الفنية العالمية. وطرَق عزيز أزغاي موضوع «اليد الجسورة التي توبّخ العالم»، فيما اختص فتحي المسكيني بالكتابة عن «يد الفلاسفة».;