بلغ عدد الجهات الخيرية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية على مستوى المملكة 748 جهة ما بين جمعيات ومؤسسات خيرية، منها 83 جمعية نسائية، وبلغ إجمالي المعونات المصروفة على تلك الجهات 753 مليون ريال لعام 2014م. وتجاوز عدد أعضاء تلك الجهات الـ 153 ألف عضو، وعدد العاملين فيها نحو 16 ألف عامل، في حين يصل عدد أعضاء المجالس الإدارية أكثر من 5 آلاف عضو، وتشرف الإدارة العامة للجمعيات الخيرية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية على أعمال هذه الجمعيات، وتقديم الإعانات المتنوعة، ومنها إعانات ما بعد التأسيس والإعانات السنوية والإنشائية والطارئة. أرقام كبيرة وأفعال محدودة!! فما نسمعه ونراه عن تلك الجمعيات الخيرية لا يصل إلى المستوى المأمول، ولا يحقق الرضا، لا يضحك إلا القليل ويبكي الكثير، فما هي المشاريع العظيمة التي قامت بها تلك الجمعيات الخيرية وأبهرت الناس بها؟ كم يدا محتاجة اكفتها، وكم نفسا ذليلة رفعتها، وكم مستغيثا أعانته، وكم مريضا ساعدته، وكم يدا رُفعت للسماء تدعو لمن فرج كربتها وأعانها على تخطي عقباتها؟ المسألة لا تقف عند حد وضع صناديق في الطرقات لتجميع الملابس الفائضة عن حاجة متبرعيها -بالية ومنظرها مشوه للبيئة-، أو منح البعض كوبونات للمعيشة الشهرية بقيمة 200 ريال -هل هذا مبلغ يُذكر؟ في أوقات عصيبة بسبب غلاء المعيشة-، أو سلة الغذاء التي تقدم في رمضان ومحتواها لا يكفي خمسة أيام، وإن كانت هناك مشاريع فلماذا لا يعلن عنها من خلال المواقع الالكترونية!! فما نراه أو نسمع به لا يرتقي إطلاقاً إلى مستوى جمعية البر الخيرية بطلعة التمياط -الحاصلة على شهادة الايزوا (9001/2008)- التي تتميز بالعطاء والخير المعلن عنه مما يشجع الكثير من المتبرعين على التعاون معها بشفافية مطلقة؛ ولنأخذ على سبيل المثال من مشاريعها الخيرية المعلن عنها لعام 1435هـ : مشروع غنى الذي يعنى بنقل الأسر المستفيدة إلى أسر منتجة، ومشروع المؤهل الجامعي للارتقاء بأبناء الأسر المستفيدة في الحصول على المؤهل الجامعي وتحقيق أحلامهم في التعليم، ومشروع سلة الغذاء الشهرية، ومشروع إعانات الزواج، ومشروع سداد إيجار غير القادرين، ومشروع توزيع مياه التحلية، ومشروع توزيع وسائل التدفئة بأنواعها، وترميم المنازل، وكفالة اليتيم، ناهيك عن مشروع الإعانات الطارئة، ودعم الأنشطة وحلقات التحفيظ، وتوزيع المبالغ النقدية والزكاة .... إلخ. وفي هذا المجال لا يسعني سوى أن أقدم ثلاث بطاقات: بطاقة شكر للقائمين على الجمعية الخيرية بطلعة التمياط لجهودهم المميزة والمرئية والملموسة جزاكم الله عنا جميعاً خير الجزاء، وبطاقتي دعوة إحداهما للجمعيات والمؤسسات الخيرية بأن تحذوا حذو جمعية البر الخيرية بطلعة التمياط كي ترتقي بأعمالها وأنشطتها للمستوى المأمول وتعلن عنها بوضوح، ودعوة للمسؤولين والمهتمين وأصحاب الخير بزيارة تلك المؤسسات والجمعيات الخيرية للوقوف على أوضاعها والكشف عنها وتصحيحها ما أمكن.