لم تفاجئ أرقام الميزانية المواطنين، فقد جاءت متوافقة مع توقعات الاقتصاديين في ظل استمرار معدلات إنتاج وتصدير النفط السعودي وثبات أسعاره، وأيضا لم تفاجئهم تصريحات الوزراء والمسؤولين التنفيذيين، فهي كالعادة مستبشرة واعدة كأنها استلت من أدراج أصداء ميزانية العام الماضي والأعوام التي قبله ! العلامة الفارقة هو تأكيد عنوان هذه الصحيفة أمس ما كتبته سنوات وسنوات من أن العبرة ليست في أرقام الميزانية بل ما تجسده في الواقع من مشاريع وخدمات يلمسها المواطن في حياته المباشرة ! المواطن لا يطلب من الوزراء والمسؤولين الكثير، يريد وحسب أن يؤدوا أعمالهم ويقوموا بواجباتهم تجاه المسؤوليات التي يحملونها على عاتقهم، يريد أن يراهم يترجمون هذه الأرقام الكبيرة إلى واقع يبني حاضرا زاهرا ومستقبلا واعدا، حتى لا يأتي يوم لا نجد فيه لهذه الأرقام أثر نتقفاه في ساعة العسرة، ولا زرع نجني ثماره في لحظة الحسرة ! لقد حملتم أمانة عظيمة وتسلحتم بثقة ملك البلاد وجرت بين أيديكم أموال كثيرة، فأي عذر للتقصير وأي مبرر للإهمال ؟! كل ما يتطلبه الأمر مع توفر المال هو توفر حسن «الدبرة» في الإدارة والتخطيط والتنفيذ ! إنها سنين السنابل الخضر، والسنابل الخضر قد يتبعها سنابل يابسات، والحكماء المبصرون يدخرون من أيامهم السمان لأيامهم العجاف !