أعلن الناطق باسم الجيش المصري العقيد محمد سمير في بيان أمس أن القوات المسلحة أحبطت «محاولة عناصر تكفيرية استهداف أحد المكامن جنوب الشيخ زويد»، لافتاً إلى مقتل أربعة جنود وجرح 8 آخرين «نتيجة تبادل إطلاق النيران» وتدمير ثلاث معدات تابعة للقوات المسلحة نتيجة انفجار عبوات ناسفة. وأشار إلى «قتل القوات 30 إرهابياً وجرح 10 آخرين وتدمير 8 مزارع يحتمي بها الإرهابيون» وعدد من السيارات التي يستخدمونها. وأكد استمرار «أعمال التمشيط وملاحقة العناصر الإرهابية وتكثيف إجراءات تأمين المواطنين وحماية الأهداف الحيوية». وتشهد مدن شمال سيناء حملات أمنية مكثفة على مدار الساعة خشية حدوث هجمات بالتزامن مع الذكرى الخامسة للثورة. وقالت وزارة الداخلية في بيان إنها أوقفت «ثلاثة من أعضاء اللجان النوعية التابعة لجماعة الإخوان و37 من العناصر المتطرفة المطلوبة في محافظات عدة». وعقد عسكريون من مصر وبريطانيا محادثات في القاهرة على مدار اليومين الماضيين بهدف «البحث في سبل مكافحة الإرهاب»، في إطار جولات متفق عليها من المحادثات بين مسؤولي وزارتي الدفاع في البلدين. وقال لـ «الحياة» مسؤول مصري إن «جولة المحادثات شهدت مناقشة التعاون المعلوماتي بين البلدين لمكافحة الإرهاب في المنطقة، وسبل قطع الإمدادات أمام تمويل تنظيم داعش الإرهابي، خصوصاً في ظل صدور قرارات دولية في هذا الصدد، وكون مصر عضواً في لجنة دولية معنية بهذا الأمر». وأوضح أن القاهرة طلبت «مزيداً من التدريب لعسكرييها على إبطال مفعول العبوات الناسفة والمتفجرات يدوية الصنع»، لافتاً إلى أن «بريطانيا وفرت لمصر في الشهور الماضية تدريبات احترافية في هذا المجال، وأبدت استعداداً لتقديم المزيد». وزادت في الشهور الماضية وتيرة تفجير العبوات الناسفة في شمال سيناء لاستهداف قوات الجيش والشرطة، بعد أن أطبقت قوات الجيش حصارها على الجماعات المسلحة التي خفت إلى حد كبير حدة عملياتها الهجومية الكبرى، واستعاضت عنها بعمليات قنص خاطفة أو بزرع المتفجرات في الطرق لاستهداف القوات. وقالت السفارة البريطانية في القاهرة في بيان إن المحادثات العسكرية ركزت على «توثيق التعاون العسكري بين البلدين ومناقشة التحديات التي تواجه الاستقرار في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». وقال رئيس الوفد البريطاني إلى المحادثات نائب رئيس الأركان الأميرال سيمون أنكونا إن «مصر شريكة استراتيجية رئيسة في منطقة ذات أهمية شديدة للمملكة المتحدة. وتعتبر هذه المحادثات جوهرية في مساعدتنا على تقوية وتوثيق شراكتنا مع مصر، ما يجعلنا أكثر استعداداً لمجابهة وهزيمة من تسول لهم أنفسهم نشر العنف والتطرف في هذه المنطقة». وقال البيان إن «الجانبين المصري والبريطاني عملا بلا كلل مع الليبيين من جميع ألوان الطيف السياسي ومع الشركاء الدوليين للمساعدة في الوصول إلى اتفاق سياسي تم توقيعه في 17 كانون الأول (ديسمبر) الماضي»، في إشارة إلى اتفاق الصخيرات بين الفرقاء الليبيين. وقال السفير البريطاني لدى القاهرة جون كاسن إن بلاده «تقف جنباً إلى جنب مع مصر في حربها ضد التطرف والإرهاب. لن نترك مصر تقف وحيدة في هذه المعركة، إذ يقف البلدان على الخطوط الأمامية في هذه الحرب ولن يهدأ لنا بال حتى يتم القضاء على خطر داعش سواء في سورية أو العراق أو شمال سيناء». وأضاف: «أما الآن وبعد أن توصلنا إلى اتفاق سياسي مع ليبيا، أتطلع إلى عمل المملكة المتحدة ومصر معاً من أجل دعم حكومة ليبية جديدة يمكنها قيادة الحرب على داعش وهزيمتها وإعادة الاستقرار إلى البلاد»، لافتاً إلى أن «المملكة المتحدة تعمل مع الشركاء لقطع قنوات تمويل داعش ومكافحة التطرف ومكافحة البيانات التحريضية».