دعا ناشطون وإعلاميون سوريون، إلى يوم عالمي ووقفات احتجاجية تحت عنوان «اليوم العالمي ضد حصار الجوع» في سورية. وتهدف الدعوة إلى لفت نظر العالم الى سياسة التجويع التي يعتمدها النظام السوري وميليشيا «حزب الله» اللبناني، ضد المدنيين في عدد من المدن والقرى السورية. واختارت الحملة يوم 26 كانون الثاني (يناير) ليكون «اليوم العالمي ضد حصار الجوع». وكانت قوات النظام وميليشيا «حزب الله» فرضتا حصاراً خانقاً على بلدة مضايا الواقعة في ريف دمشق بالقرب من الحدود مع لبنان، وأدى الحصار إلى موت ما لا يقل عن 23 شخصاً جوعاً، وفق منظمة «أطباء بلا حدود». وأتت هذه التطورات، في ظل اتصالات بين الأمم المتحدة والحكومة السورية، بعد إعلان الأخيرة موافقتها على إدخال مساعدات إلى مضايا المحاصرة، في وقت أفادت شبكة حقوقية بمقتل ٦٣ شخصاً، بينهم ٢١ ماتوا جوعاً بسبب الحصار. وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية و «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» الخميس الماضي، تلقّيهما موافقة الحكومة السورية على إدخال مساعدات إنسانية في أقرب وقت إلى ثلاث بلدات سورية، هي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب في شمال غربي البلاد، ومضايا في ريف دمشق. وتفاعل السوريون وكثر من الناشطين العالميين وبعض وسائل الإعلام العربي والعالمي مع الأزمة المستمرة في بلدة مضايا، وأطلقوا وسم (هاشتاغ) باسم «#مضايا» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عبروا من خلاله عن استنكارهم الشديد لحصار البلدة وتجويع سكانها، «الذين اضطروا إلى أكل لحم الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب، إضافة إلى الأعشاب لسد رمقهم ورمق أطفالهم". وغرّدت ملاك الشمري قائلة: «الأمم المتحدة لا تزال تعترف بالمجرم بشار الأسد رئيساً شرعياً لسورية، لذلك تتوسله رفع الحصار عن مضايا، وكل كلامهم عن فقدان الشرعية هراء!»، وأيدها تيم الحوراني بانتقاده الأمم المتحدة: «بدلاً من إدانة المجرم بشار لحصاره مضايا ووصف ذلك بجريمة حرب، خرجت الناطقة باسمها لتقول إنها ترحب بقبول النظام دخول المساعدات!». وكتبت صحيفة «غادريان» البريطانية حول المأساة في مضايا، أن «فيض الصور والقصص المخيفة للأطفال الجوعى في مضايا السورية صادم، لكن ما هو أكثر صدمة منه هو تجاهل العالم لهذه الكارثة». ومن جهة ثانية، أطلق مؤيدون للنظام السوري و «حزب الله» اللبناني وسماً بعنوان «متضامن مع حصار مضايا»، نشروا فيه صوراً شخصية مع موائد عامرة من الطعام في سخرية واضحة وانتهاك لأبسط معايير الإنسانية، وفق المتابعين للوسم. وغرّد أحد الناشطين رداً على هذا العمل الذي وصفه بالمشين قائلاً: «وقل للشامتين صبراً فإن نوائب الدنيا تدور». وكتب عضو مجلس الشعب (البرلمان) السوري أحمد شلاش، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»: « صباح النصر أحبتي... أنا الشيخ أحمد شلاش أعلن من هنا عن رفضي القاطع لسياسة التجويع المطبقة على المناطق الخارجة عن السيطرة ولا سيما مضايا، وأقترح تطبيق سياسة الحرق الكامل حتى لا يبقى من يجوع في تلك المناطق... اليوم مضايا وغداً الغوطة والحبل على الجرار».