عندما تربع «جاك ويلش» على كرسي كبير المديرين التنفيذيين في شركة «جنرال إليكتريك» عام 1981م كان حجم المبيعات في الشركة يقارب 25 مليار دولار وقيمتها السوقية 12 مليارا ولم تكن أرباحها تتجاوز 1.5 مليار دولار. وفي العام الذي غادر الشركة عام 2000م كانت الإيرادات السنوية تبلغ 125 مليار دولار وأرباحها السنوية تتجاوز 14 مليار دولار. ورغم أنني أتمنى أن تدرس أفكار ووصايا هذا الرجل الفذ الذي ينظر له في الغرب بأنه من أفضل قادة الأعمال في أمريكا في كل العصور، إلا أن هذا ليس هو موضوعي اليوم. استخدم الرجل أسلوب غزو الأسواق الخارجية من خلال أسلوب شراء الشركات لمضاعفة حجم الشركة وأرباحها، حيث اشترى شركة «آر سي ايه» وشركة «هاني ويل» وغيرها وحول الشركة إلى امبراطورية أمريكية يبلغ اعتمادها على الأسواق الخارجية نسبة 80%. والحقيقة أنني عندما أرى شركاتنا وخصوصا ذوات المزايا النسبية أجد بأنها تفتقر إلى عنصرين هامين الأول صناعة النجم الإداري وإعادة تدوير في المناصب الحكومية أو الخاصة، والثاني عدم وجود «براند نيم» لشركاتنا أو منتجاتها في الخارج إذا ما علمنا أن أول علامة تجارية تعتمد في الخارج كانت مطعم «الطازج»!! لم نستطع بناء شركات عابرة للقارات بما في ذلك «أرامكو» أو «سابك» اللتان تملكان استثمارات في الخارج على هيئة منافذ تسويق للمنتج الخام أو الصناعات الأولية فقط. ليس لأرامكو ذراع في التنقيب مثلا أو لسابك ذراع لبناء المصانع أو إعادة تدوير المنتجات بعلامة محلية. هذا في الوقت الذي نجد شركات من حولنا حققت إنجازات خارج الحدود في مجال الصناعات أو المقاولات أو الخدمات أو التطوير العقاري وأصبحت تتمدد في مفاصل الاقتصاديات الأخرى بما في ذلك المملكة.