لم يكن مفاجئا للمتابعين قرار الحكومة الصومالية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران الذي اعلنت عنه قبل ايام تضامنا مع المملكة، وردا على الاعتداءات على سفارة المملكة في طهران والقنصلية في مشهد، وذلك بالنظر الى حجم التدخلات الايرانية في الصومال تحت غطاء المساعدات الانسانية. ومنذ عام 2011م وبعد ان ضربت الصومال مجاعة كبيرة دخلت ايران هناك تحت الغطاء الانساني، وانشئت هناك مؤسسة اسمها مؤسسة الخميني، لكن الصوماليين اكتشفوا فيما بعد أن هذه المؤسسة ليست الا واجهة لتدريب وصنع مليشيات موالية لها على غرار اليمن عندما صنعت فيها جماعة الحوثي. وقبل اسابيع، وفي تقارير اعلامية نشرتها مواقع صومالية وعربية أعلنت المخابرات الصومالية أنها ألقت القبض على شخصيات إيرانية وصومالية تنشر المذهب الشيعي في الصومال، وذكرت في بيان لها أن عناصر جهاز المخابرات تمكنوا من اعتقال شخصيات متورطة في مشروع التشيع أثناء عملية نفذها عناصرها في مقديشو مؤخرا بعد تحريات استمرت مدة طويلة. وأوضح بيان المخابرات الصومالية أن "مشروع التشيع يشكل تهديدا لاستقرار الصومال وعقيدة مواطنيه، وأن ما اكتشفته المخابرات الحكومية كان عبارة عن مشروع تشيع كانت تنفذه مؤسسة الخميني للإغاثة الإنسانية في مقديشو بغطاء مناسبة الاحتفال بالمولد النبوي وتنظيم عرس جماعي لشبان وشابات صوماليين. وجاء في البيان أن شخصين إيرانيين ادّعيا أنهما دبلوماسيان، لكن بعد مراجعة وزارة الخارجية الصومالية تبين بطلان ادعائهما، وأنهما -بالتعاون مع صوماليين- متورطان في مشروع التشيع في البلاد. وأرفقت المخابرات ببيانها صورا لإيرانيين ذكرت أن اسميهما محسن حسين وروح الله غلام حسين، مضيفة أن تحرياتها تشير إلى أن مشروع التشيع الذي شمل عدة مناطق صومالية، قد أقنع عددا من الصوماليين على التحول إلى المذهب الشيعي، وهو ما يشكل -حسب البيان- تهديدا للعقيدة المستقيمة ومذهب السنة الذي يتبعه الصوماليون. وذكرت المخابرات الصومالية أن مسؤولين حكوميين -لم تسمهم- يتواطؤون مع الإيرانيين المتورطين اللذين قالت إنهما مرتبطان بالحرس الثوري الإيراني. وزادت أن المشروع يستهدف منظمات محلية وشبابا صوماليين يتم نقلهم إلى إيران لتزويدهم بعقيدة الشيعة، إضافة إلى توفير منح دراسية على المستوى الجامعي والدراسات العليا لبعضهم من قبل الجامعات الإيرانية بهدف نشر التشيع في الصومال بعد عودتهم إلى البلاد. من جهته يقول الكاتب الصومالي علي عبدالله عثمان الكاف ان ايران اتجهت الى الصومال منذ العام 2011 وذلك على هامش زيارة وزير الخارجية الايراني في ذلك الوقت علي اكبر صالحي إلى مقديشو حيث افتتح سفارة بلاده بعد مرور 23 عاما من الاغلاق، ويشير الكاتب الكاف أن ايران تقوم بنفس الدور في الصومال بعد أدوارها الخبيثة والمشينة والعدائية ضد الدول العربية، وبعد تدخلها في كل من العراق، سورية، البحرين واليمن، فإيران تشكل دائرة شر وسرطان في الشرق الأوسط وقد وصل المد الايراني إلى الصومال واطماع إيران لاتنتهي. ومنذ ذلك الحين تعمل لنشر مذهبها الديني في البلاد رغم ان الصومال بلد مسلم سني المذهب، ويؤكد أن الصومال لم يكن غائبا عن اجندة إيران غير انها كانت تفتقر إلى اللحظة والفرصة المناسبة، وقد جاء الايرانيون يسرحون ويمرحون في الصومال بدون رقيب ودخلوا من باب المساعدة للتدليس على الحكومة والشعب. وبين الكاف أن أعمال ايران في الصومال تتم عبر ثلاث طرق هي جمعية الامام الخميني الإغاثية، ومن خلال جمعية الهلال الاحمر الايراني، وعن طريق الملحق التعليمي الايراني في مقديشو.