يُنظم في كوريا الجنوبية مهرجان صيد سنوي في فصل الشتاء، يرى منظموه أن له فوائد صحية على المشاركين فيه، مثل تخفيف حدة الالتهابات في الركبة والكاحل، بطريقة مشابهة لاستخدام الرياضيين الثلج لعلاج آلام الركبة والعضلات. كما أن الجو البارد لا يصلح لنمو الفيروسات والحشرات الضارة، وبالتالي يمنع انتشار عدوى الأمراض، كما يمثل الصيد في فصل الشتاء -بالنسبة للكثيرين- بيئة مناسبة للحصول على فيتامين "د" عبر الصيد في الأيام المشمسة الصافية. من جهتهم، يرى خبراء نفسيون أن الصيد في الهواء الطلق يفسح المجال للاستمتاع بالطبيعة والتأمل، مما يعزز الصحة النفسية. كما يرى مشجعو هذه الرياضة أن ما على المرء سوى الاستعداد لهذا الجو بملابس تقيه صدمة البرد الأولى، ثم تتولى دهون الجسم معادلة حرارته، وهي فائدة أخرى لتخفيف الوزن. وفي العاصمة الكورية الجنوبية سول ترك السكان دفء أسرتهم ومنازلهم وتدفقوا بعشرات الآلاف إلى نهر واتشوني المتجمد في إقليم غانغ وان شمال العاصمة، للمشاركة في مهرجان الصيد السنوي. بعض هؤلاء لم ينتظر دوره للحصول على صنارة الصيد، وكسر الجليد لصيد السمك بيديه رغم تدني درجات الحرارة إلى ما دون العشرين مئوية تحت الصفر. وبدأت الاحتفالية بمهرجان الشتاء في كوريا الجنوبية عام 2003، ويعرف عند السكان المحليين باسم مهرجات تروتا، نسبة إلى هذا النوع من السمك المحلي الذي يعيش في البحيرات والجداول. لكن خبراء الصيد في الجليد نبهوا الهواة إلى أهمية ملاحظة قابلية أجسامهم للإصابة بحالات انخفاض درجة حرارة الجسم ومشكلات لسعة الصقيع لتفادي مخاطرها.