×
محافظة المدينة المنورة

صور | وزارة التجارة تضبط معملاَ يزور بلد المنشأ للمنظفات بالمدينة المنورة

صورة الخبر

لدي اعترافان أريد أن أدلي بهما، اعترافي الأول إن أكبر مصدر إلهام بالنسبة لي هو حلمي بأن أصبح روائية في يوم ما. اعترافي الثاني إن ستيفن كينغ أفضل كاتب بالنسبة لي على الإطلاق، ولكن هذا ليس اعترافًا، أنا فخورة بكوني أعتبره كاتبي المفضل، وكل من يعرفني يعرف هذه المعلومة بالتأكيد (وربما كان أصدقائي يتمنون لو أتوقف عن الحديث عنه طوال الوقت). بعد معرفتكم لكل هذه المعطيات سيكون من الصعب عليكم تصديق أنني لم أقرأ كتاب ستيفن كينغ "عن الكتابة: مذكرات حرفة الكتابة". وقعت على الكتاب قبل عدة أسابيع وعند انتهائي منه بدأت بذرف الدموع، وعدت لقراءته مرة أخرى، على أمل أن أبتل في كل كلمة. وهذه ليست مبالغة مني، بل إنها حقيقة هذا الكتاب الرائع. نجد في الكتاب مزيجًا بين كتابة المذكرات ونصائح الكتابة، حيث يبدأ كينغ بالنظر إلى رحلته مع الكتابة في الماضي، ويعكس تطوره ككاتب خلال سنوات حياته، ويعرض بطريقة جذابة نصائحه الكتابية كواحد من أهم الأسماء في الأدب العالمي حاليًا. يبدأ الكتاب بفصل من المذكرات، حيث يناقش كينغ كل شيء من طفولته وحتى وصوله إلى المرحلة الثانوية عندما كان يعمل كحارس في المدرسة يعاني من الإدمان. يتحدث أيضًا عن اللحظة التي باع فيها روايته الأولى؛ عندما وصله عرض شرائها عبر التيلغرام لأنه لم يكن يملك المال الكافي ليحصل على هاتف خاص في منزله. ثم ينتقل الكتاب إلى نصائحه للكتاب: يناقش كينغ التفاصيل الميكانيكية للكتابة بشكل جيد، بالإضافة إلى مدى واسع من النقاط الأخرى كتأسيس جدول ثابت للكتابة، المراجعة، والنشر. وفي الفصل الأخير، يتحدث كينغ عن الحياة، يتذكر حادث السيارة الذي كان على وشك أن يودي بحياته عندما كان يكتب كتابه. يتحدث عن القصة بطريقة مباشرة وواقعية، ولكنها تخطف الأنفاس، لأنه يحكيها بطريقة شجاعة دون خجل من أي تفاصيل صغيرة حدثت في تلك الليلة. اللحظة التي تعقب هذه الفاجعة، حين عاد للكتابة من جديد (بدعم كبير من زوجته، التي جهزت له طاولة كي يستطيع الكتابة وهو جالس على كرسيه المتحرك) كانت تلك اللحظة بالغة القوة، لدرجة بإمكانه جعل من يقرأها أن يجهش بالبكاء. الهدية الحقيقية في هذا الكتاب، تتمثل في صوت كينغ، والذي لن يستطيع تمييزه سوى قرّاء كينغ الذين يعرفون طريقته في الكتابة جيدًا. إنه يتحدث لكل قرّائه أينما كانوا، بنبرة تشبه نبرة الصديق، الصديق الذي قد يقسو عليك أحيانا لأنه يحبك. إنه مضحك ولكنه حكيم وعميق في الوقت نفسه، دون أي أدنى غرور. يطرح كينغ نصيحته ورأيه بطريقة متاحة للجميع، تجعلهم يستفيدون ولا يشعرون بالعجز. إنه يدعو القرّاء للسير وراء شغفهم وكتابة ما يحبونه، حتى لو كان هذا الشيء يصنف على أنه "دعائي"، أو كان يصنف على أنه جنس أدبي أقل من الأجناس الأخرى، هذه النصيحة التي اتبعها طوال مشواره الكتابي. لم يسبق لي أن أعجبت بكتاب عن حرفة الكتابة والحياة كما أعجبت بهذا الكتاب. وحتى إن لم تكن محبًا لستيفن كينغ، وحتى لو لم تكن كاتبًا محترفًا، ولم تكتب كلمة واحدة من قبل، أنصحك بقراءة هذا الكتاب لتعلم فن الكتابة، وتعلم فن الحياة.