تخرجت منى مرعشلي من برنامج «استديو الفن» في العام 1973 حاملة كأساً ذهبية، هي التي أذهلت أعضاء لجنة التحكيم بصوتها الذي أدى بامتياز أغنيات المطربة الراحلة أم كلثوم. يضم رصيدها 19 أغنية خاصة أبرزها» اتركني وانسالي اسمي»، «سافر يا حمام»،» سألت كل مسافر»، «علشان عيونك»، «ليه تحلف بعينيا» و«مالي ومالك»، أما أشهرها على الإطلاق فهي أغنية «شمس المغارب». مرعشلي شبه المبتعدة عن الساحة الفنية يعتقد كثيرون أنها اعتزلت الغناء، وعندما تُسأل «هل اعتزلت الفن؟» تجيب «يا ريت! لا أستطيع أن افعل ذلك لأن الفن يسري في دمي. أحياناً اتمنى الاعتزال عندما يعتريني الغضب حيال التردي الذي يجتاح الساحة الفنية، خصوصاً أن هناك غياباً شبه كامل للأعمال المميزة وكل ما نسمعه ممل. السمّيعة لم يعد لهم وجود والفوضى العارمة هي السائدة، رغم وجود عدد ضئيل من الأعمال الجيدة». وتضيف: «بين يديّ خمسة أعمال جديدة، تعاونت خلالها مع محمد ماضي ونور الملاح وفاروق سلامة وفيصل سلامة، كما أفكر في التعاون مع إيلي شويري لأنه سيّد التلحين. في لبنان لا توجد شركات إنتاج، ويجب على الفنان أن ينتج أعماله على حسابه الخاص، والكل يعرف إن الإنتاج الفني مكلف ويتطلب الكثير من المال». وعن سبب عدم دعم المنتجين لها، توضح مرعشلي: «منذ البداية لم أتعاون مع أي منتج، وكل أعمالي أنتجتها على حسابي الخاص، ولكن اليوم أصبحت الأسعار فوق الريح، ولقد أنفقت بما فيه الكفاية على أعمالي، ولكنني لا أستطيع الاستمرار على هذا النحو». وتقارن مرعشلي بين تجربتها وتجربة الفنانين الذين تخرجوا من برنامج «ستديو الفن» خصوصاً الذين لا يزالون مستمرين حتى اليوم ومن بينهم ماجدة الرومي: «لديّ ظروف خاصة، وأنا ابتعدت بإرادتي ولكن القريب آتٍ. بالنسبة إلى الفنانة ماجدة الرومي فهي موجودة ولديها إصدارات جديدة ولكنها مقلة في إعمالها وحفلاتها، والكل يعرف أنها ابتعدت خلال السنوات الماضية لمدة ليست بقصيرة بسبب بعض الظروف. الناس يسألون عن الفنان لأنهم يحبونه لكنهم لا يعرفون أن الظروف تكون أحياناً أقوى منه. أنا توقفت عن العمل منذ نحو خمس سنوات فقط، وقبلها كنت أسافر لأحيي حفلات في كندا وأستراليا وأميركا». وعن رأيها في أداء المطربين الذين يؤدون أغنياتها بأصواتهم، تقول مرعشلي:» فليفعلوا ذلك، ولكن أفضل أمير يزبك فهو أبرز من غنى أعمالي وأنا معجبة به لأنه «جدع» ويتمتع بصوت جميل، حتى أنني قلت له «تصرف بأغنياتي بالطريقة التي تراها مناسبة»، أما بالنسبة إلى الفنانين الآخرين ومع احترامي لهم فأنا لست راضية عنهم». هل ترى مرعشلي أن عصر الصوت والصورة الذي فرض نفسه بقوة على الساحة وأجبر الفنان على تصوير أغنياته، لكي يتعرف الناس على شكله قبل صوته لم يصب في مصلحتها؟ تجيب: «فجأة باغتتنا الفوضى والفنان الذي يحترم نفسه يفضل أن ينأى بنفسه مفسحاً في المجال أمام الدخلاء ليفرحوا قليلاً بأنفسهم. هم أحرار في الفن الذي يقدمونه ولكن في النهاية لا يصح إلاّ الصحيح. بالنسبة إلى الكليبات فهي لا تناسبني على الإطلاق، ومن يعتبرون أننا في الفن نعيش زمن الصورة والصوت أقول لهم: أنتم تعرفون الفنان وتعرفون شكله، فهل يجب أن يطلّ بالضرورة من خلال الفيديو كليب!». وتضيف:» في كل الأحوال قد أتراجع عن قراري وأصوّر أحدى أغنياتي عندما تجبرني إحداها على ذلك. لا أحد يعرف، فقد أحظى بأغنية كلاسيكية رائعة وأجد أن الفيديو كليب يخدمها وعندها لن أرفضه، ولكنه في كل الأحوال لن يكون كتلك الكليبات التي تعرضها الفضائيات، لأنني لا يمكن أن أتمايل أو أن أتغنج، كوني لست من هذه النوعية». ولأن عصر الصورة يتطلب من الفنانة مواصفات شكلية معينة وأن تتمتع بقوام كغصن البان، ترد مرعشلي سريعاً: «من لا يعجبه شكلي أقول له «هيدا الموجود»، وفي الأساس هل هم يريدون أن يسمعوا صوتي أم يشاهدوا شكلي! وأنا أريد أن أسأل هل الفنانات اللواتي نشاهدهن مستلقيات على الأسرّة في الفيديو الكليبات، هن من صاحبات الأصوات الجميلة؟ لست معقدة من شكلي ومنذ أن انطلقت في الفن أحبني الناس صوتاً وشكلاً. خسرت الكثير من وزني ولكنني أرفض العمليات التجميلية، لأنني لست بحاجة إليها من ناحية ومن ناحية أخرى لكوني لست مقتنعة بها ولا أحب المغامرة في هذا الموضوع». وتؤكد مرعشلي أن مكانها لا يزال محجوزاً في الساحة الفنية، «يكفي أن أطل غداً ليرى الجميع ماذا يمكن أن يحصل. اللون الغنائي الذي أقدمه محبوب ومطلوب، والكل يعرف أنني غنيت الطرب الشعبي من خلال «شمس المغارب» التي كسرت الدنيا، و«لك شوق عندنا»، و«علشان عيونك» و«سألت كل مسافر» وغيرها». وبالسؤال عن الفنانين الذين تعترف بهم، تجيب: «ملحم بركات مدرسة وهو أستاذ الكل. أحب إليسا ونانسي وأمير يزبك وغسان صليبا صاحب الصوت الجميل الذي لم ينل حقه ككثيرين غيره، ومن بينهم أحمد دوغان».