لا تعجب، حينما تزور مهرجان المنطقة التاريخية بجدة «كنا كدا 3»، من السور الذي تتوسطه بوابة الدخول ويحيط بمدخل المسار الأول للفعاليات؛ عليك أن تتأكد حينها أنه مجسم يحاكي سور جدة القديمة، الذي كان يختزل المدينة في 1.5 كيلومتر تقريباً، والذي ظل يحميها من الاعتداءات والغزوات إلى أن أمرت الحكومة السعودية بهدمه لتنظيم العمران والانفتاح على الضواحي، وذلك قبل 70 عاماً. وبات بإمكان زوار وأهالي جدة رؤية مجسم يحاكي سور المدينة القديم، الذي ظل على امتداد أكثر من خمسة قرون يؤدي مهمته الدفاعية فيحمي الأهالي من الأخطار الخارجية والغزاة، كما يرمز هدمه إلى انفتاح جدة على ضواحيها من الأحياء المجاورة. فعند مدخل السور يلفت نظرك حرص الزوار على التقاط الصور التذكارية له، فهذا أحدهم يروي لأبنائه تاريخ السور البطولي في التصدي لأخطار البرتغاليين حينما أرادوا غزو جدة، إذ كان له دور كبير في حمايتها. ويعد مجسم السور، الذي يتجاوز طوله 10 أمتار تقريباً، شاهداً على انفتاح المدينة على ضواحيها، إذ بدأ الناس بعد هدمه عام 1367 هـ يخرجون إلى الأحياء المجاورة؛ كالهنداوية والكندرة وغيرها، إذ يمثل هدمه توسعها ونهوضها حتى استقطبت بعده أعداداً هائلة من السكان الجدد الذين عشقوها وانتسبوا إليها.