استبشرنا بالتصحيح خيرا لتطهير البلد وتنظيفه من أولئك الذين دخلوا البلاد أو جلسوا فيها بصورة غير نظامية وبمخالفة صريحة للوائح والتعليمات...إلا أن ما تشاهده عند إشارات المرور من جنسيات مختلفة وخاصة من النساء الإفريقيات يدل على أن الأمر بالنسبة لهم بقي كما هو... فمن النادر أن تجد إشارة مرور بدون وجود ثلاث أو أربع أخوات ممن يسمين (بالحجّات) وهي كلمة تطلق على الأخوات الإفريقيات.. وأكثر ما تشاهد ذلك في مكة المكرمة ولا أدري عن بقية المناطق...وفي أول يوم بعد المدة المحددة لنهاية فترة التصحيح كانت الإشارات خالية منهن.. وبعد أسبوع واحد فقط (عاد الكتان كما كان) بل وأكثر...والسؤال هنا – هل هن على ثقة أن لا أحد سيلقي القبض عليهن ويرحلهن.. أو أنهن يعرفن أنه لا يوجد لدينا بما يسمى (إدارة مكافحة التسول).. التي لا ندري في الأساس هل هي موجودة أو مجرد اسم ؟!! إن هذا الأمر قد استفحل.. وأصبح مزعجا ومخجلا للغاية.. خاصة أمام زوار هذه البلاد الطيبة.. بل وصل بهم الحال إلى أن أصبح سؤالهم يفتقد إلى الأدب.. فإذا كنت تتحدث إلى من هو جوارك أو كنت مشغولا يتم الطرق على نافذة السيارة لتنبيهك (أنني هنا) وكأنك ملزم بالانتباه لهم ودفع المقسوم.. إن هذا الوضع يعطي مؤشرا – أن التصحيح لم يؤت أُكله بعد أو لم تكتمل أهدافه... وكم كنت أتمنى أن إدارة ما تُسمى (مكافحة التسول) لها شيء من الحضور أو المشاركة في هذه المهمة الوطنية فهذه سمعة وطن.. ولكن للأسف الشديد لا نرى لهم وجودا على أرض الواقع...وهناك رسالة إلى إخواني المواطنين.. أن إعطاءهم هو تشجيع على بقائهم.. ودعما لهم على استمرارهم للقيام بهذا العمل الذي يسيء إلى وطننا وسمعته.. ناهيك عن المنظر غير الحضاري الذي تسببه هذه المشاهد.. التي نتمنى أن يأتي اليوم الذي تنقرض فيه.. وعلينا محاربتها.. فللخير أوجه عديدة وبالإمكان تقديمها للمستحقين.. وبالإمكان أيضا معرفتهم والوصول إليهم وبالتالي نمنع تشجيع هذه الظاهرة المزعجة جداً.. والمسيئة لنا جدا..