×
محافظة المنطقة الشرقية

"تعثر المشروعات".. هاجس سنوي مع زيادة "المخصصات"

صورة الخبر

** الفرق بين احترام النظام من عدمه هو «الثقافة».. بعضنا تنقصه هذه الثقافة التي تكتسب من مصادر محدودة وغير مكتوبة.. بمعنى أنها تكتسب تلقائيا من التلقي دون شرط العلم أو الجهل أو الغنى أو الفقر أو الطبقة الاجتماعية.. في لندن مثلا يتساوى الساكن في «كينسينجتون» أحد الأحياء الغنية في ثقافة النظام مع الساكن في الحي الفقير (بريكستون).. بمعنى أن الفقير المعدم والذي ربما لم يحظ بتعليم وافر يحترم كل قواعد المرور والنظافة والسير واستخدام المرافق العامة. تماما كما يحافظ عليها «السير» أو «اللورد» أو حتى الطفل في الحي الراقي.. ونحن كذلك كشعب لدى بعضنا «ثقافة احترام النظام» عندما نكون خارج بلادنا.. أما هنا في البلد الذي نعيش فيه ويحتضننا أطفالا وشبابا ورجالا وشيبا فلدى بعضنا ثقافة تختلف كثيرا عن أولئك الأجانب. ومن أمثلة هذه الثقافة على سبيل المثال لا الحصر. • أرمي المخلفات من كل الأنواع في الحديقة وانفض ما تعلق في الفرشة من «فصفص» و«شاورما» و«مناديل» وغيرها فهناك عامل نظافة سيأتي صباحا للتنظيف. • طالما «الجندي» غير موجود. أوقف سيارتك حيث ومتى وأين تريد حتى وإن سددت الشارع أو أعقت الحركة أو حجزت سيارة الجار أو المشتري أو المصلي أو المراجع لأي دائرة حكومية أو خاصة. • أنت الأول والأجدر بالخدمة في أي مكان. دكان أو مستشفى أو حتى مطعم. حتى وإن كان هناك عشرات الأشخاص الذين ينتظرون دورهم. خصوصا إذا كان الموظف صاحبا أو قريبا أو «معرفة». ولولا الأرقام وحزم بعض الموظفين مع من لا يعرفونهم لزادت الفوضى ولا ننجز ما نريد. • اسقط بسيارتك على الآخر الذي ينتظر في الدوار أو الدوران أو عند الخروج من الموقف حتى وإن تعطل السير. فالأولوية لمن يستطيع أن يسقط على السيارة التي أمامه أو بجواره. أنا هنا لا أعمم على الجميع ولا أنتقد الكل بل البعض، فهناك من يحترم النظام، لكنه لا يستطيع أن يصمد لأنه سيبقى مكانه ولسان حال الذي يسبقه يقول «خلي النظام ينفعك».. ولذلك فإننا نحتاج إلى تغيير الكثير من اللوحات والإشارات، وندخل فيها جملا رقيقة تحتوي على «استعطاف» يرضي غرور الفوضويين. وأقترح مثلا أن نكتب في كل ركن لأي حديقة «أرجوك واللي يرحم والديك ضع النفايات في البراميل»، و«أبوس راسك الأفضلية لمن في وسط الدوار» و«يا هلا ومسهلا تخدمك عيوننا.. فقط خليك في الدور» ونكتب أيضا في المدارس «يا شاطر لا ترم الورق على الأرض». ونضيف لها لوحة أخرى «لو شفت الأستاذ أو الأبلة ترمي الورق على الأرض فلا تفعل مثلهما لأنك بطل». أكتب هذا عن تجربة فقد حاولت أن أكون نظاميا وأقف عندما أرى إشارة «قف» وأنتظر خلف السيارة التي أمامي. لكنني وجدت من يقف خلفي «يزمر» حتى لا أقف. كما وجدت نفسي «ملطشة» لكل سائق يسقط علي وأنا أنتظر من في وسط الدوار ولا أتحرك فقررت أن أكون من «غزية» إن غوت غويت .. وإن ترشد غزية أرشد».