--> الأديبة السعودية زينب الشمراني طالبة ماجستير بكلية تربية جامعة الإسكندرية ،نالت نصوصها القصصية الأولى حظ الفوز والتنويه في مجموعة من المسابقات القصصية الشبابية التي نظمتها مكتبة الإسكندرية ، ويصدر لها قريبا كتاب بعنوان (مغتربة في أم الدنيا ) سجلت فيه بعض الأحداث والمواقف السياسية ومشاعرها تجاه الأوضاع في مصر ،وكذلك دور المرأة في الحياة السياسية .. الجسر الثقافي حاور الشمري حول كتاباتها وبعض قضايا الشباب وغيرها. الحوار: متى بدأ عشقك للكتابة ؟ -أولى مُحاولاتي الطّفوليّة للكتابة كانت مُحاولات لكتابة أناشيد الأطفال، ولم تكُن تتجاوز لذة اللعب والاستمتاع الطفولي بالاكتشاف. هل لأسرتك دور في تنمية موهبتك وتشجيعك على الكتابة ؟ - والدي ووالدتي هُما صمام الأمان والأمل في حياتي دون مُنازِع. لولا دعمهما المعنويّ والمادي طوال ما مضى من حياتي لانتهيت مُنذ زمنٍ بعيد. هُناك لحظات هشاشةٍ كثيرةٌ في حياة الإنسان يحتاج فيها للبكاء سرًا على ذراع شخصٍ يُحبّه ويطمئنّ إليه ويضمن عدم شماتته بانكساراته، ولحظات قوّة مُضاعفة يشعُر خلالها بحاجةٍ عميقة للاعتراف بسعادته وانتصاراته على مسامع شخصٍ يُسرّ لأجله أكثر مما يُسرّ هو لنفسه، وأمي وأبي هُما الشخصان الوحيدان اللذان كانا ومازالا على استعداد مؤكّد لتحمّل تقلّبات معنويّاتي في أيّ لحظةٍ، وأيّ ساعةٍ من ساعات الليل والنّهار دون ضجرٍ أو ملل. ، لهذا أعتبر وجود أمّي في حياتي هو أعظم نعمة إلهيّة على الإطلاق. ومن هُنا أكرر شكري لوالديّ بلا حُدود، وأسأل الله تعالى أن يحفظهما لأجلي ما حييت. أمّا عن والدي فهو رجُلٌ شديد الطيبة، لم يُحبّ في حياته مخلوقًا قدر ما أحبّني وأراد لي أفضل حياةٍ مُمكنة، وهذا الحب الكبير، إلى جانب حُب والدتي، كان وقود استمراري حتى اليوم. من هم الأدباء الذين تركوا بصمة في حياتك الأدبية ؟ - كُل أديب قرأت وأقرأ وسأقرأ له يترُك بصمة في ذائقتي الأدبيّة، سواء كانت بصمة سلبيّة أو إيجابيّة. ما هي متطلبات النجاح في عالم الأدب بالعالم العربي؟ النجاح في عالم الأدب لا يكتفي بالموهبة، والمُثابرة والاجتهاد غذاء له، بل يتطلّب تفاعلاً مُستمرًا مع مُختلف شرائح المُجتمع وأعماره وطبقاته لتغذية الشخصيّة الأدبيّة بتجارب إنسانيّة حيّة وواقعيّة قابلة للتصديق حين تُنقل إلى الورق، إلى جانب علاقات عامّة مُستمرّة مع مُثقفي المُجتمع ومُبدعيه من الجنسين، وحُضور فعاليّات ثقافيّة حُرّة لا يتمّ فيها ليّ ذراع الفن بحُجج غير منطقيّة. ماهي الموضوعات التي لم تستطيعي مناقشتها لكونك امرأة ؟ قلمي أكثُر شجاعةً منّي، لذا فإنّه لم يعجز يومًا عن الخوض في أيّ قضيّة، مهما كان نوعها، ومهما بلغت حدود حساسيّتها. لكن هُناك قضايا أتجنّب في الغالب- خوضها بقلمي لأسباب لا شأن لها بكوني امرأة. لماذا اخترتِ لكتابك عنوان مغتربة في أم الدنيا وماذا يتضمن الكتاب؟ لقد عشت مع التجربة المصرية بكل أبعادها ،من فرح وألم وإصرار ،وشهدت تفاعل الشباب والتضحية بالوقت والمجهود لأجل حلم أنتظره سنوات طويلة ،كما أن مشاهد المشاركة في الوقفات والمظاهرات سجلتها بكاميراتي وكانت أكبر حافز على كتابتي للقصة ،التي تتناول حياة مغتربة تستيقظ من نومها على صوت ضجيج وهتافات لتعرف أن البلد التي بها قامت بثورة ،تنزل الشارع لترى ماذا حدث ،تتعرض لمفارقات عديدة بعد تعرفها على أسرة يتزعمها الجد ..هذا الرجل العجوز الذي أخذ يسرد مميزات كل عصر على حده،والابنة الصغيرة طالبة الثانوي ..التي ترى ان تعبيرها عن رأيها أول خطوة للتعرف على عالم الحقوق والواجبات . يقع الكتاب في مائتي صفحة ويتضمن عشرين مذكرة تصف اثني عشر موقفا تعرضت لهم أثناء تواجدي بالشارع المصري ،وعبر الرحلة بين سطور الكتاب ستواجه كلاما عن التيارات الدينية المتشددة ويتيقظ وعيك أكثر أمام إشارات للدجل الثقافي والشعوذة الفكرية ،وهناك بعض كلمات وأبيات لكل من الروائي عبد الرحمن منيف ،والأديب الصحفي محمد الماجد ،والشاعر غازي القصيبي.