كل الوطن- وكالات: فى بيان لها أصدرت رابطة علماء المسلمين بيانا، اليوم الجمعة، دعت فيه شعوب الدول الإسلامية وحكوماتها الإسراع في نصرة وإغاثة أهالي مضايا، مشيرة إلى أن ما تتعرض له بلدة مضايا هو جريمة عظمى ونازلة كبرى. ويتهدد الموت جوعا عشرات الآلاف من المدنيين في مضايا بفعل الحصار الذي تفرضه عليها قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني منذ نحو سبعة أشهر. وقالت الرابطة في بيان إن ما يتعرض له أهلنا في سوريا عامة، وبلدة مضايا خاصة جريمة عظمى ونازلة كبرى توجب على عموم المسلمين حكومات وشعوباً، مؤسسات وأفرادا، المبادرة لنصرتهم وكشف ما نزل بهم من ضر. وناشدت الرابطة المنظمات الإغاثية وعموم تجار المسلمين إلى المبادرة لإغاثة أهالي مضايا بشكل خاص، مطالبة المؤسسات والروابط الدعوية وكافة العلماء والدعاة بالقيام بالواجب في حث عامة المسلمين على التبرع لسكان البلدة وبيان جواز تعجيل دفع الزكاة لهم نظراً لما حل بهم من بلاء شديد وضر كبير. كما ناشدت كافة الفصائل المسلحة، وعموم أطياف المعارضة السورية، العمل على توحيد صفوفهم وإمكاناتهم لفك الحصار عن بلدة مضايا وكافة المناطق المحاصرة، والتعجيل بذلك بكافة الوسائل العسكرية والسياسية والحقوقية والإغاثية. من جهتها، دعت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء المسلمين في السعودية إلى التسريع بإغاثة أهالي بلدة مضايا، معتبرة في بيان لها أن الصمت العالمي على تلك الجريمة عار يلطخ جبين المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته الحقوقية والإنسانية. وأوضح البيان أن الحصار الظالم الذي هو حرب تجويع وجريمة بشعة هدفها إبادة مدنيين عزل أغلبهم من النساء والأطفال. وأضاف أن الحصار والتجويع جريمة تضاف إلى جرائم هذا النظام البائد وحلفائه، الذي يمارس أساليب كثيرة لقمع الشعب السوري المنكوب، دون أن يتخذ بحقه رادع في ظل ازدواج المعايير التي تتصف بها السياسة الدولية. بدوره، دعا مسؤول بارز بالحكومة الألمانية الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي للضغط على النظام السوري لتأمين ممر إنساني لإدخال المساعدات الإنسانية للسكان بمضايا. ونقل مراسل الجزيرة نت في برلين خالد شمت عن كريستوف شتراسر مفوض حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية بحكومة المستشارة أنجيلا ميركل تنديده بالحصار المفروض على مضايا، داعيا إلى إنهائه وإنقاذ أرواح عشرات الآلاف من سكان مضايا. واعتبر المسؤول الألماني أن منع وصول الأغذية والمساعدات للمدنيين يمثل خرقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2139، مشيرا إلى أن القرار الأممي رقم 2254 يدعو لإيصال سريع وآمن للأغذية وضمان ممر إنساني بلا معوقات للمناطق السورية المحاصرة. وكانت الخارجية الفرنسية نددت بشدة أمس بالحصار الذي تتعرض له مضايا، داعية بدورها إلى رفع هذا الحصار فورا، وإدخال المساعدات العاجلة لكل المناطق المحاصرة في سوريا وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي. وكان الائتلاف السوري المعارض طالب بتحرك دولي عاجل من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإدخال مساعدات إغاثية فورية إلى مضايا، وإنقاذ ضحايا الحصار ومعظمهم من الأطفال الرضع والمسنين. وكشفت تسجيلات مروعة بثها نشطاء وحقوقيون عن حجم المأساة التي يعانيها سكان مضايا، ولا سيما بعد العاصفة الثلجية التي فاقمت معاناتهم في ظل غياب مواد التدفئة والغذاء والدواء.