تعتبر وزارة الثقافة والإعلام الحاضن الأول الآن للفنون التشكيلية على المستوى المحلي، كون الفنون التشكيلية جنسا ثقافيا فنيا يعد من المكونات الأساسية للشخصية الثقافية والهوية الفنية للإِنسان في السعودية، وهو ما يجعل العبء الأكبر في تنظيم المنزل التشكيلي من داخله وخارجه على وزارة الثقافة بجميع مرفقاتها وأجنحتها المرتبطة بها والتي تعيش كجزر متباعدة لا يربطها رابط أو جسور سواء داخل الوزارة أو خارجها... فجمعية التشكيليين حالها كحال بقية الجمعيات التخصصية خرجت للوجود دون أن يكتمل نموها ولم تحصل على ما تستحق من دعم، فقامت ولا زالت بجهود فردية تنازع من أجل البقاء... أما جمعية الثقافة والفنون فتأتي الفنون التشكيلية في لجنة من ضمن ست لجان وعلى الرغم من ضعف ميزانية الجمعية ونصيب لجنة الفنون التشكيلية منها الضئيل إلا أنها تقوم بدور لا بأس به بالنسبة لحجم الميزانية المرصودة ولكنه أيضاً لا يُرضي الطموح؛ مما حداها للعمل على البحث عن العديد من الشراكات وتكثيفها للخروج من أزماتها المادية وتقديم شيء مما يستحقه هذا المجال وممارسوه... والوضع في الأندية الثقافية والأدبية يقوم على بعض الجهود الفردية أيضاً لبعض الأندية لرعاية معرض أو محاضرة أو طباعة كتاب... فجميع المؤسسات الثقافية هذه لا يجمعها في الفنون التشكيلية إلا الجهود الفردية وغياب العمل المؤسسي الذي ينظم التعاطي مع الفنون التشكيلية بجميع مكوناتها وأبعادها ويقدمها بالشكل الذي تستحق، أما الفنون التشكيلية في داخل جسد وزارة الثقافة والإعلام فهي تأتي ضمن دائرة وكالة الشؤون الثقافية بأنشطة وبعض الاهتمامات وتتشارك معها في بعض الأنشطة وكالة الوزارة للشؤون الخارجية، ولكن واقع الفنون التشكيلية في الوزارة بمجمله أقل من الطموح والمأمول... وأمام هذا الوهن والتوهان التي تعاني منه رعاية الفنون التشكيلية اتجه بعض التشكيليين لتسجيل أسمائهم ((حرفيين)) في برامج الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أو مكاتب العمل لعلهم يجدون شيئا من الرعاية والوجود الرسمي لهم... وهو ما يجعل المسؤولية تتعاظم في سرعة ترتيب رعاية الفنون التشكيلية والبدء بخطوات إجرائية فعلية تضمن العمل المؤسسي واستمراريته، فالفن التشكيلي لم يعد بحاجة لأنشطة وقتية تزول بمغادرة المفتتح للفعالية، الفنون التشكيلية بحاجة لدعم حقيقي يبدأ بإنشاء إدارة مختصة للفنون التشكيلية في كل فرع لوزارة الثقافة والإعلام تتبع لإدارة عامة بوكالة الشؤون الثقافية يقوم عليها مختص وتبدأ بإنشاء قاعدة بيانات لجميع الفنانين، وتشكل نقطة التجمع والتنسيق لجميع ما يخص الفنون التشكيلية والفنانين في جميع أذرع الوزارة المرتبطة بالفنون التشكيلية، وجمع شتات أنشطتها في أجندة سنوية لجميع المناشط التشكيلية بكل منطقة ومحافظة، ودعم إنشاء المراسم وصالات العرض والتصاريح اللازمة لها وللمعارض وتسهيل إجراءاتها إلكترونيا، ومد جسور التواصل مع الجهات الحكومية والخاصة لدعم الفنون التشكيلية والبدء بعقد اجتماع مع الفنانين في الوزارة والسماع منهم، فالمنزل التشكيلي به الكثير ويحتاج إلى الكثير، وكثيرهم متاح يبدأ بدعم الفنان وينتهي ببناء إِنسان الوطن. مقالات أخرى للكاتب سيرة التشكيلي.. وبيانه أكثر من سناب (اتجاهات) جامعة الأميرة نورة الإبداعية ساحة مرتبكة.. وتشكيليون من ورق سعيد الشهراني.. عزف منفرد على لون الأمل