يجتهد خبراء الطاقة لتصنيع بطاريات، يمكنها تخزين كميات كبيرة من الطاقة تمتاز بسرعة الشحن، استناداً إلى أن الإنسان يعتمد على أمرين لإدارة حياته، هما المعلومات والطاقة. وبتقليص العلماء أجهزة الترانزستور وهي أشباه الموصلات المستخدمة لتضخيم وتبديل الإشارات الإلكترونية والطاقة الكهربائية، وزيادة عدد المعالجات الدقيقة، تمكنوا من السيطرة بشكل كبير على تدفق البيانات، وهو ما كان شبه مستحيل قبل عقود خلت، ولكن بالنسبة إلى الطاقة، فإن العلماء مازالوا يبذلون جهداً كبيراً من أجل تحسين طرق توليدها وتخزينها. وذكرت مجلة نيو ساينتست العلمية المتخصصة، في تقرير حديث لها حول الموضوع،أن بطاريات الليثيوم الأيونية هي من أهم البطاريات، التي تمد الأجهزة بالطاقة، ومنها الهواتف المحمولة والذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية والمحمولة والمثقاب الكهربائي وسيارات تويوتا بريوس وسيارات تسلا رودستر الإلكترونية. مكامن الليثيوم وتتوزع مصادر الليثيوم في مختلف مناطق العالم، ففي الصين توجد ما نسبته 14%، والنسبة ذاتها في الولايات المتحدة، وفي الأرجنتين تصل النسبة إلى 16%، و19% في تشيلي، و23% في بوليفيا. وارتفعت نسبة استخدامات كربونات الليثيوم في الطاقة بين عامي 2011 و2025 من 129 ألف وحدة إلى 499 ألف وحدة، توزعت بشكل أساسي على الأجهزة المحمولة، وأبراج تخزين الطاقة والمركبات الإلكترونية والمهجنة ومجموعة من الأجهزة الكهربائية اليدوية. ويعد الليثيوم خياراً بارزاً بين وحدات التخزين المختلفة، من حيث إنه يخزن كمية كبيرة من الطاقة في كتلة صغيرة. ومنها بطارية الليثيوم الكبريتية، التي تخزن الطاقة وتطلقها عبر روابط كيميائية، بدلاً من خروج الأيونات من الفجوات الهيكلية. وتتميز بطاريات الليثيوم الكبريتية بأنها أقل عرضة للتأثر بالاحتراق. وعلى الرغم من أنها ليست متوفرة في الأسواق حالياً، إلا أنها توفر طاقة تزيد بنحو ثلاث مرات عن أفضل أنواع بطاريات الليثيوم المعروضة حالياً. ويشير جيف دان من جامعة دالهوزي بكندا إلى أن تقليل تكلفة البطاريات الجيدة قد يكون أهم من زيادة كثافة الطاقة. وتزداد أهمية هذا الأمر بالنظر إلى انتشار السيارات الكهربائية، علاوة على ازدياد أهمية تخزين الطاقة. الطلب على الكهرباء يختلف على مدار النهار والليل والفصول، وحالياً فإن الطاقة المطلوبة من أجل تلبية أقصى معدلات الطلب تتوفر في الغاز والفحم. وتعد مخازن الطاقة الأحفورية مخازن احتياطية، يتم اللجوء إليها عندما يزداد الطلب على الطاقة. ومصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأمواج متغيرة بالنظر إلى اعتمادها على حالة الطقس. ويقول الخبراء، إنه بالتحول نحو استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فإن من غير الممكن التحكم بكمية الطاقة المطلوبة لتلبية الطلب المتزايد، ولذا فإن تخزين الطاقة أمر ضروري. إنتاج الطاقة الكهربائية ويجب أن تكون وحدات تخزين الطاقة المستخدمة على نطاق واسع، ضمن شبكة طاقة كهربائية رخيصة الثمن، من أجل أن تتنافس مع الوقود الأحفوري، الذي يعتبر مصدراً قديماً للطاقة. ويشير الخبراء إلى أنه من بين كل وحدات تخزين الطاقة فإن بطاريات الليثيوم الأيونية تعد الأغلى ثمناً. وصادقت ولاية كاليفورنيا الأميركية في عام 2014 على قانون يتطلب من شركات الطاقة توفير 1.3 غيغاواط من الطاقة في شبكة الطاقة الكهربائية بحلول عام 2022، وهو ما يعادل إنتاج محطة كبيرة لتوليد الطاقة الطبيعية، وأن يكون ذلك كافياً لتغطية نحو ربع معدل حاجة الولاية من الطاقة خلال أي وقت. ويتطلب تطوير البطاريات فائقة الجودة تقنية عالية، وأصبحت هذه المسألة على قدر كبير من الأهمية، لما لها من أهمية في التعامل مع التغير المناخي. وتنفق الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار أميركي يومياً لتوفير الطاقة المشتقة من النفط. ويقول ديفيد هاوول العامل في قطاع الطاقة الأميركي: في حال لم ترغب أميركا بإنتاج طاقة كهربائية بالاعتماد على الوقود الأحفوري بحلول عام 2050 فإن تخزين الطاقة سيكون أمراً بالغ الأهمية. تنافس سحبت شركة سوني عام 2006 نحو 6 ملايين بطارية كمبيوتر محمول احترقت بالكامل. وفي يناير عام 2013 احترقت بطارية طائرة دريملاينر التابعة لبوينغ، بينما كانت جاثمة في مطار لوغان ببوسطن. وتسعى شركة تسلا بحلول عام 2020 إلى أن تكون قد أنتجت على مستوى سنوي كميات كبيرة من بطاريات الليثيوم الأيونية، بمعدل يفوق ما أنتجه العالم أجمع حتى عام 2013، وهو ما يعد كافياً من أجل تسيير نحو 500 ألف سيارة كهربائية، وبتقليص 30% من تكلفة إنتاج البطارية الواحدة المستخدمة في السيارة الكهربائية.