لا أخال أحداً من قومنا إلا وسمع هذا البيت يُتلى عند الحديث عن آداب المائدة أو أثناء تناول وجبة مع أصحاب لا تكلفة بينهم. هذا البيت مشهور، طبعاً لأن له صلة بالمعدة. *اضْرِبْ بِخَمْسٍ ولا تَأْكُلْ بِمِلْعَقَةٍ. إنّ المَلاعِقَ للنعماء كُفْرَانُ! لكنني لا أعرف شيئاً عن قائله وأستطيع الجزم أنه من أهل النحو والوزن والقافية. فقد أجاد إحلال اسم "إنّ" وخبرها ووزن البحر والقافية لاشك في ذلك. غير أن ملاحظتي تأتي في الشطر الأول. فالعرب لم يُعرف عنهم أنهم استبدلوا "كل" بمفردة "اضرب" ، ولا بد أن يكون الشاعر هنا من أهل "الثمامة" أو ما حولها من البراري. وعلى العموم شخصياً أعتبر البيت إخوانياً" أو من شعر المداعبة. الناحية الأخرى أن صاحبنا حلل وحرّم وصنّف مستعمل الملعقة بأنه كافر بنعمة الله. ولو ذكر صاحبنا مساوئ استعمال الملعقة لنفّر الناس منها. بطريقة أكثر إقناعاً. فلو جاء مثلاً بأمثلة تقول إن طقوس استعمال الملعقة والشوكة في المنازل الراقية في الغرب، وكذا في المناسبات الرسمية تجعل السامع أو القارئ لا يذكر الدعوات الرسمية بالخير. فعليه عدم إحداث ضجة أثناء الجلوس إلى المائدة، ويمكن الجلوس على الكرسي من جهة اليسار على أن تراعي الشخص الجالس إلى اليمين حتى لا تأخذ اتجاهاً مضاداً فيحدث الارتباك غير المرغوب به فإذا لاحظت أن الشخص يمينك يتجه إلى الكرسي جهة اليسار فلا تتجه إلى اليمين بل ابقَ في نفس الاتجاه (إلى اليسار). - إذا كانت الدعوة في بيت أحد الأقارب أو الأصدقاء فعلى المدعو أن ينتظر حتى يحدد له المكان المفروض أن يجلس فيه، أما إذا كانت حفلة ووضعت الكروت بأسماء المدعوين فعلى الشخص أن يبحث عن اسمه ويجلس حيث هو محدد له. -عادة تجلس ربة المنزل على رأس المائدة وفي مواجهتها رب الأسرة وتجلس على يمينه الابنة الكبرى ويجلس الابن الأكبر إلى يمين والدته ثم الولد الثاني على يسار الأب وهكذا. وللشوربة ملعقة، وللحالي ملعقة، وللسمك سكين لا تُستعمل لأكل اللحم أو لغرض (بَطْنيّ) آخر. بالله عليكم هذا عشاء أو حرب أعصاب!. على فكرة! في هذه الأيام الباردة يطيب "الحنيني" وهو أكلة سعودية لا يجهلها أحد. أجمل ما فيه أنه لا يؤكل بملعقة. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net