• لست (ضد) ترشيد إنفاق الكهرباء ولا الماء، بقدر ما أنا مع البسطاء والمتعبين، الذين وجدوا أنفسهم في ورطة حقيقية مع المياه التي هي أصلاً (غير مُتوِّفرة)، حتى وإن جاءت تأتي على استحياء، وإن غابت فرضت على المحرومين الركض خلف الوايتات، التي يدفعون مقابلها الكثير، وحين شاهدت شرائح استهلاك المياه التي تزيد بزيادة الاستهلاك وتظل في الصعود، حتى تصل إلى زيادة بنسبة 400%، ضحكت جداً وبكيت أكثر لسببين، أما أسباب الضحك فهي عدم توفُّر المياه في كثيرٍ من أحياء جدة، وخاصة جنوبها الذي يعاني الأمرِّين مع المياه وعذاباتها وانقطاعاتها التي تتكرر وتتكرر، وأما البكاء فسببه هو أن مشكلتنا هي في تعاطي بعض الجهات الخدمية مع بعض الأمور بحساباتٍ بعيدة كل البُعد عن واقع الحياة ومعاناة الناس ودخولهم المنخفضة، والموزعة بين ديونٍ وقروض، وأقساطٍ وفواتير، وغرامات وبقالة، وسكن وأولاد وبنات، وقائمة طويلة من الاحتياجات الأساسية، لتأتي أختنا في الله شركة المياه وشقيقتها الكهرباء وتمارس نوعاً من الاستفزاز الصارخ ضد المواطنين في تطبيق شرائح مُكلِّفة جداً، وخاصة في الماء، والماء حياة الناس، لاسيما وديننا دين نظافة، واستخدام الناس للمياه هو ضرورة مُلّحة، لكن أن تكون فواتير باهظة ومُكلِّفة فتلك والله حقيقة أنقلها من خلال مطالبات قرائي الذين باتت مأساتهم وتعاستهم هي الفواتير..!!! • أنا مع الاقتصاد الكفء وتقنين الاستهلاك في كل حياتنا، وضد الإسراف، لكني مع الناس، وزاويتي هذه هي ليست سوى همزة وصل ممدودة بيني وبينهم، تصرخ عنهم وتكتب لهم، وهمُّها وطن ومواطن لا أكثر، ومن خلال واقعهم ومعايشتهم أكتب، وكل أملي في دراسة أحوال الناس، ومن ثم تقرير ما يلزم، واتخاذ إجراءات تفرض شرائح تُناسب كل الناس، وتتعامل مع المعطيات برشدٍ وإنصاف، أما أن تكون كما جاءت، فذلك يعني التعب لا أزيد..!!! • (خاتمة الهمزة).. ترى متى يخرج (الوايت) الأصفر من الخدمة، قبل (الوايت) الأبيض أم بعده؟! هو سؤال ينتظر إجابة قبل تطبيق شرائح الاستهلاك لا بعدها.. وهي خاتمتي ودمتم. تويتر: @ibrahim__naseeb h_wssl@hotmail.com