قوبل العدد الخاص الذي أصدرته صحيفةشارلي إيبدو الفرنسية بالتزامن مع الذكرى الأولى لمهاجمة مقرها في 7 يناير/كانون الثاني الماضي بانتقادات واسعة، ورأى كثيرون أنه مواصلة لنهج الأسبوعية "المستفز". فقد نددت العديد من الفعاليات السياسية والدينية -مسيحية ومسلمة- بالعدد الجديد الذي أصرت فيه المجلة على خطها المعادي للأديانرغم ما جره عليها من انتقادات، في آخر فصل من فصول الغضب على الصحيفة التي شهدت في وقت سابق مغادرة العديد من صحفييها. وقال رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في منطقة باريس محمد هنيش للجزيرة نت إنه كان حريا بالمجلة أن تتجنب الاستفزازات التي تجرح مشاعر المسلمين الذين قال إن الكثير منهم يعانون التهميش ليفاجؤوا فوق ذلك بجريدة تشتم نبيهم. استقالات جماعية ولم تتوقف الانتقادات على الصحيفة -التي سبق أن نشرت رسومات مسيئة للإسلام وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم- من جانب أوساط سياسية ودينية، بل تعداها إلى الصحفيين من داخلها وصلت إلى حد تقديم العديد منهم استقالاتهم. دوني روبير: الصحيفة لايزال يتحكم فيها محامٍ (الجزيرة نت) ومن هؤلاء الصحفي الطبيب باتريك بولو الذي قال إنه رغم 17 عاما قضاها في العمل في المجلة فإن "صورتها في ذهنهماتت". وبولو عمل بجهد على رأس مجموعة من 15 صحفيا ورساما لتغيير قانون الشركة التي تصدر المجلة لكن من دون جدوى. وفي رسالتهمشجب صحفيو شارلي إيبدو صدورالقرارات المهمة المتعلقة بالأسبوعية من طرف محامين، معبرين عن رفضهم تحول الصحيفة إلى مشروع للتضليل للسياسي. وقال رئيس المرصد الفرنسي للصحافة كلود شوليه للجزيرة نت إن شارلي إيبدو أصبحت مؤسسة تجارية "تنمو بسبب الاستفزاز بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع خطها التحريري". بدوره، أكدالصحفي دوني روبير -الذي ألف كتاباعن شارلي إيبدو- للجزيرة نت أن الصحيفة لا تزال -مثلما كان عليه الحال في عهد مديرها السابق فيليب فال-تحت تأثير المحامي ريشار مالكا، وهو محامٍ مصنف من بين أهم ثلاثين شخصية مؤثرة في مجال وسائل الإعلام، حسب مجلة كاجي. في المقابل،اعتبرفال فيكتاب أصدره عن تجربة المجلة أنه كان مدفوعا بما وصفه بهاجس التعبير، مضيفا أن نشرهالرسومات المسيئة ساهم في ظهور اجتهاد قضائي لصالح حرية الكاريكاتير،وهو ما يناقضه فيه العديد من الصحفيين، ومنهم الصحفي والرسام سيني الذي طرده فالبسبببتهمة "معاداة السامية" والمؤيدة لقضية فلسطينحسب ماجاء في كتابه.