×
محافظة مكة المكرمة

عام / / بلدي الليث يعقد اجتماعه الأول

صورة الخبر

يعلم الجميع أن الحصول على قبول في أي من التخصصات الطبية في أمريكا أصبح ضربًا من الخيال أو أضغاث أحلام، ويشمل ذلك مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا، والانخراط في الدراسات العليا في الكليات الطبية في أمريكا خصوصًا دونه خرط القتاد، أصبحت المقاعد المتاحة للطلاب القادمين من خارج أمريكا أو من يسمّون: Int. Students تعد في بعض التخصصات بأصابع اليد الواحدة، ليس في جامعة بعينها أو ولاية بعينها بل في قارة أمريكا الشمالية كلها. لذلك لا ينبغي التفريط في أي قبول يحصل عليه أحد طلابنا أو إحدى طالباتنا من المبتعثين إلى أمريكا في أي تخصص طبي مهما واجهنا من عقبات أولاها: ارتفاع رسوم الدراسة أو تكاليف الأدوات والمعدات الضرورية لكل تخصص على حدة، وأضرب مثلًا على ذلك بتخصص دقيق ومطلوب في بلادنا لندرة المتخصصين فيه وهو: «علاج الجذور ولب الأسنان» الذي تبتعث فيه بعض جامعاتنا السعودية معيديها ومعيداتها من كليات طب الأسنان إلى بعض الجامعات الأمريكية ومنها جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس: USC (وأفخر بحصولي على درجة الدكتوراه منها عام 1986م) فهذا التخصص في هذه الجامعة يستلزم توفير أجهزة طبية ضرورية لكل طالب قبل البدء في البرنامج وقد سبق للملحقية التعليمية السعودية أن وفرت هذه الأجهزة لبعض الدارسين السابقين في سنوات قريبة خلت، وواجه بعض الطلاب المقبولين هذا العام إشكالية في عدم توفير هذه الأجهزة لهم رغم موافقة القسم العلمي الذي ابتعث هؤلاء الطلاب وحاولوا جاهدين التواصل مع الملحقية التعليمية ولم يصلوا إلى حل وبقي الأمر معلقًا حتى كتابة هذه السطور. وتكمن الخطورة في أن الجامعة التي يدرس فيها هؤلاء المبتعثون السعوديون قد أمهلتهم مدة قصيرة جدًا لتوفير هذه الأجهزة باهظة التكاليف أو أنهم سيفصلون من البرنامج بعد أن عانوا الأمرّين ليحصلوا على القبول الذي يعتبر أمرًا شبه مستحيل في الوقت الحاضر كما أسلفت، والأدهى والأمرّ أن بعضهم بقي له ستة أشهر فقط للتخرج والحصول على الزمالة، واستطاعوا أن يحصلوا على مدة قصيرة جدًا تنتهي في هذا الشهر يناير 2016م، فإما التسديد أو الفصل، وأرفع أمرهم هذا إلى معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى وفقه الله الذي يعوّل عليه كثير من طلابنا المبتعثين بعد الله تعالى لحل الكثير من مشكلاتهم المعلقة، والذي أبدى في فترة قصيرة جدًا من توليه مسؤوليات هذه الوزارة الكبيرة التي نعتبرها ثلاث وزارات أبدى استعداده التام لترتيب هذا البيت الكبير ورعاية أبنائه الطلاب وبناته الطالبات في كل المراحل الدراسية من الابتدائية حتى الدكتوراة، ومن ضمنهم بالطبع هذه الفئة الغالية من أبنائنا التي تقاسي من صعوبات الاغتراب وتسعى جاهدة للنهل من العلوم المتقدمة النافعة لخدمة دينها ثم مليكها ووطنها. وبسؤال معاليه عن أحوال هؤلاء الطلاب في هذه الجامعة بالذات وسواهم ممن يحتاجون إلى معدات وتجهيزات ضرورية ستتجلى له الصورة كاملة، وهو خير من يبادر على حل مشكلاتهم وتيسير أمورهم إنفاذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة التي أولت معاليه هذه الثقة الغالية وهو أهل لها. Moraif@kau.edu.sa