×
محافظة المنطقة الشرقية

بالفيديو: شاهد.. ممدوح عبدالعليم طفلا في "الجنة العذراء"

صورة الخبر

تبدأ العلاقات الجيوسياسية في العالم، في القرن الحادي والعشرين، من المحيط الهندي، فالنظام السياسي في هذه المنطقة محكوم بأن يكون متعدد الأقطاب. ومهما يكن شكل النظام العالمي الذي سيظهر في هذه المنطقة، فإنه يجب أن يتلاءم مع حقيقة أن هناك كثيرا من القوى الكبرى التي لها مصالح حيوية في هذه المنطقة، ولذلك يجب أن يكون متعدد الأقطاب سواء كانت هذه الأقطاب في حالة صراع أو تعاون. سيطرت القوى السياسية على منطقة المحيط الهندي، حيث هيمنت الإمبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عنها الشمس، من سواحل أفريقيا الشرقية غربا إلى إندونيسيا شرقا وأستراليا جنوبا وشبه الجزيرة العربية والهند شمالا، وذلك حتى منتصف القرن الماضي، ثم أعقبها الوجود الأميركي الذي هيمن على المنطقة تدريجيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى أصبح القوة التي لا تضاهيها قوة أخرى. وبعد قرون من الهيمنة الأحادية على منطقة المحيط الهندي، فإن وجودا لتعدد القوى الكبرى في العالم بدأ يترسخ فيها، والدليل على ذلك إعلان الهند تشييد قاعدة عسكرية لها في جزيرة سيشل، بالقرب من الساحل الشرقي لأفريقيا، تطل على الممر التجاري الهام الممتد من قناة موزمبيق إلى بحر العرب، وإعلان الصين العام الماضي تشييد أول قاعدة عسكرية لها بالمنطقة في جيبوتي، مع الاستمرار في تعزيز وتوسيع قدراتها البحرية ببناء أول حاملة طائرات لها. ومع الوجود الطاغي للولايات المتحدة في المحيط الهندي وجواره في دييجو جارسيا وجيبوتي وغيرها، فإن من الواضح أن هناك ثلاث قوى كبرى تسعى بكل تأكيد إلى توسيع قدراتها العسكرية في المنطقة، إضافة إلى قوى متوسطة الحجم مثل بريطانيا وفرنسا لها هي الأخرى وجود عسكري نوعا ما. وتحدد نظرية العلاقات الدولية ثلاثة سيناريوهات للعلاقات بين القوى في المحيط الهندي: الأول: هو التعاون بين هذه القوى لمكافحة القرصنة والحفاظ على الاستقرار الجيوسياسي، وحماية مسارات التجارة البحرية، ويُوصف هذا السيناريو بأنه حلم الأكاديميين الليبراليين الذين يرون قليلا من تعارض المصالح في رؤى هذه القوى لمستقبل المنطقة. الثاني: هو أن منطقة المحيط الهندي ستصبح مركزا لمنافسة القوى الكبرى، بل مركزا لصراع فعلي استنادا إلى عدم الثقة واختلاف المصالح بين هذه القوى، وإن هذا السيناريو هو ما يعتقد به الأكاديميون الواقعيون المتشائمون. أما السيناريو الثالث: فهو أن المنطقة ستكون مسرحا لنظام عالمي جديد، أو للدقة: لنظم عالمية جديدة، تذهب فيه كل قوة كبرى إلى تنظيم محيط نفوذها المستقل والمتميز عن محيطات القوى المنافسة. وإن مثل هذا السيناريو الأخير عرضه شارلس كابشان في كتابة المعنون "عالم لا يهيمن فيه أحد"، وحاجج فيه بأن النظام العالمي القادم سيتصف باللامركزية، التعددية والتعايش. تشير الحقائق على الأرض إلى وجود تعاون دولي فعلي ضد القرصنة، وفي الوقت نفسه إلى مزيد من العسكرة، مع تزايد احتمالات المنافسة، وبالتالي الصراع.