قبل أكثر من ألف عام عندما حاصر المأمون بواسطة جيشه الفارسي أخاه الأمين بن هارون الرشيد وجيشه العربي المهزوم قال الأمين لمساعده أتظن أن أخي المأمون قاتلي أجابه المساعد: إن صلة الرحم تمنعه من ذلك. قال الأمين كلمته الشهيرة الحكم لا رحم له. قطعوا رأسه وأخذوه إلى خراسان حيث كان المأمون باستقبال رأس أخيه المقطوع ودموع الفرح تنهمر من عينيه. يقول مستشار الرئيس الإيراني لشؤون القوميات والأقليات الدينية علي يونسي وبموافقة ضمنية من رئيس الوزراء حسن روحاني لقد قتلنا الخليفة الأمين فقضينا على سلطة العرب إلى الأبد. وأضاف قائلاً: إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حالياً، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي. واستطرد يونسي عندما قتل الإيرانيون شقيق المأمون (الأمين) سحبوا السلطة من العرب إلى الأبد. بئس الرئيس وبئس مستشاره. اليوم، في المنطقة العربية وحولها ثلاثة مشاريع امبراطورية: (الامبراطورية الصهيونية- الامبراطورية التركية- مشروع الإمبراطورية الإيرانية). واليوم أيضاً تحاصر الوطن العربي صهيونيتان: صهيونية يهودية ومشروع صهيونية فارسية.. هناك مشروع واضح جداً لإيران: هلال شيعي ممتد من طهران إلى بغداد إلى دمشق إلى بيروت. وقد تم إيقاف تمدده في اليمن مؤخراً بسبب صحوة متأخرة، وكما يقول المثل أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي أبداً. هذا الهلال لكي ينجح يتطلب تفتيت الوطن العربي وإضعافه إلى درجة لين العظام وفقدان المناعة. تذكروا: هناك شريحة كبيرة في إيران تتطلع بحقد لا يوصف كيف أن العرب هزموا الإمبراطورية الفارسية باسم الإسلام وأنهم يعملون على الثأر من العرب بواسطة العنصرية الفارسية. العجيب في الأمر أن بعض القوى والأحزاب العربية (يسار، محافظون، قوميون، ليبراليون، شيوعيون... الخ) متعاطفون مع البرنامج الرجعي الإيراني واضح التفتيت على خلفية أن إيران الرجعية مغفور لها أن تكون حليفة أمريكا ، ولكنهم لم يقولوا لنا لماذا تتحالف إيران مع أمريكا علناً وتسقط عنها تهمة العمالة المخصصة للعرب السنة، فنفس تهمة العمالة حلال لإيران وحرام على غيرها. لن نناقش السيد علي يونسي مستشار رئيس الوزراء الإيراني طويلاً استناداً إلى المثل الذي يقول: (الإصرار على مناقشة إنسان غبي تؤكد أن هناك اثنين). نترك المستشار يناقش نفسه وحيداً أمام المرآة. في كل الأحوال تظل إيران التقدمية جارة عزيزة وما يربطنا بها أكثر كثيراً مما يفرقنا حيث تزول الطبقة الرجعية الحاكمة وتعود المياه إلى مجاريها الطبيعية بعيداً عن فكرة الثأر التاريخي من العرب الذين هزموا الإمبراطورية الصفوية ومحوا آثارها الدارسة. إننا نتطلع إلى جيل إيراني تقدمي واع يؤمن بحسن الجوار والتاريخ المشترك بعيداً عن العنصرية الكريهة وأحقادها المقيتة. يقول الاستعماري لوردكرومر عن مصر: نحن لا نحكم مصر.. نحن نحكم حكام مصر فقط. لسان حال الإمبراطور الإيراني الصغير قاسم سليماني يقول: نحن لا نحكم بغداد ودمشق وبيروت.. نحن نحكم طراطير حكام بغداد ودمشق وبيروت فقط. رداً على هذا الهوان لماذا لا يتكاتف العرب، كل العرب، عسكرياً وبما يملكون من أسلحة متطورة وجيوش بمئات الألوف؟ ما الذي يمنعهم من مؤازرة إخوتهم في دولة الإمارات العربية والسعودية لسرعة السيطرة الكاملة في اليمن وهزيمة الحوثيين بسرعة ساحقة وبدون استنزاف؟ إن سوريا والعراق مستباحتان من قبل الأمريكيين والروس والإيرانيين والأوروبيين يدخلون بلادنا ويخرجون منها من دون استئذان ويفعلون ما يشاؤؤن وكأن بلادنا فئران تجارب، ما قيمة كل هذه الجيوش والأسلحة إذا لم تنسق جهودها وتتدخل لحماية الوطن العربي المستباح؟ متى يأخذ العرب قراراتهم بعيداً عن وصاية الدول الأجنبية وأخذ موافقتها؟ قيل: إن أسوأ قرار للقائد هو القرار الذي عجز عن اتخاذه إن الموقف المشرف لكل من الإمارات العربية والسعودية في تحمل عبء تحرير اليمن من الحوثيين والإيرانيين هو الموقف العملي المطلوب الانضمام إليه من قبل الدول العربية القادرة على التصدي للخروقات الإيرانية في كل من العراق وسوريا ولبنان. كلمة لدعاة الإمبراطورية الإيرانية لقد رحب العرب بالثورة الإيرانية بقيادة الخميني كثورة حق وصدق، ولكن مع الأسف الشديد فقد انقلب الموقف الإيراني رأساً على عقب، إذ تحول إلى مشروع إمبراطورية على حساب العرب. نقول لهم: أقيموا إمبراطوريتكم كما تشاؤون بعيداً عنا، حذار أن تبقوها على حسابنا. لا يغرنكم ضعفنا الحالي، فذلك أمر مؤقت. أن ميتنا لا يموت، وطائر الفينيق يخرج دائماً من تحت الرماد ويقف في موقعه على قمة الجبل، بينما الطاووس الشاهنشاهي يتباهى بذيله الملون ولكنه لا يستطيع أن يطير إلى أعلى.. حذار حذار. إن جزءاً كبيراً من النخب الإيرانية الحالية لها ثأر تاريخي ضد العرب يقول: العرب هزمونا باسم الدين وسنثأر منهم باسم العنصرية، نأمل أن يكون ظننا خاطئاً. نأمل من الإيرانيين أن يتعظوا من مصير البلقان "الذين كانوا ينتجون من التاريخ أكثر مما يستطيعون استهلاكه". لاترتكبوا نفس خطئهم.. مشكلتكم أنكم ضعفاء في الجغرافيا لأنكم لا تعرفون حدودكم.. حذار حذار. لا تقولوا: لم نكن نعلم.. أول القارئين هم العميان.
سوق الأغنام سيئ
- 28 قراءة
- المنطقة الشرقية
