ما تحدث به الهولندي جوس هيدنيك مدرب تشيلسي المؤقت ليس أكثر من واقعية، عندما طلب منه التطرق الى كل شيء بالفريق اللندني، من ضمنها رغبته في استبدال بعض اللاعبين، وأيضًا التعديل من سلوكيات عدد آخر منهم، وربما من التلقائي أن نقول إن رده بعدم القدرة في مناقشة كل شيء، تظل من الخطوات الإيجابية التي يمكن ان يعتمدها المدرب في مثل هذه المهام المفاجأة والمؤقتة، ذلك أن التركيز على المعنويات، وتحفيز اللاعبين، يظل أهم وأكثر جدوى بدل البحث عن أخطاء سابقة، ربما تكون الأسباب قد زالت برحيل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو. لم يتردد هيدنيك في الإشارة إلى أن الأداء الذي أظهره الغالبية في المباريات الأخيرة من شأنه أن يدفعه للمحافظة على هذه التشكيلة، خاصة في ظل الحديث عن مهمة مؤقتة وأهداف واضحة وصريحة، لا تتعدى الابتعاد عن شبح المؤخرة، ومن بعدها البحث عن مركز متقدم في سلم الترتيب، وإذا ما ركز أي مدرب على واقعية التعامل مع الظروف التي يعيش عليها البلوز، فمن الطبيعي، أن لا يبحر بمخيلته الى أكثر ما يمكن أن يكون، ويضاعف من فلسفة لا جدوى منها، والإيمان، أن البحث عن بدائل للاعبين الحاليين، من شأنه أن يرتقي بالفريق ويعيده إلى ركب المنافسة والتصادم مع الفرق المتصدرة لتحقيق لقب جديد. لم يغير هيدنيك كثيرًا من تشكيلة الفريق باستثناء مشاركة الأسباني بيدرو رودريغيز في مركز البلجيكي ادين هازارد، لكنه وقبلها طالب جميع اللاعبين بالوقوف أمام المرآة، لمتابعة ما يمكن أن يقدموه من مستوى، والإشارة إلى أن ذلك سيكون بمثابة التقييم الحقيقي لقدراتهم ومدى رغبتهم في الاستمرار مع الفريق أمتارًا أخرى من عدمها، وعندما وضع هيدنيك الكرة في ملعب اللاعبين، فهو كان يدرك قبلها، أن المبررات والأعذار التي ألمحوا لها مع المدرب السابق قد زالت، وأن استمرار أي تراجع أو تخاذل، يعني في الغالب أنهم السبب، ليس البرتغالي مورينيو. لا يمكن أن يستمر تشيلسي قادرًا على تحقيق الالقاب في الموسم القادم، بهذه المجموعة من اللاعبين، إلا أن المرحلة الحالية لا تحتمل أي تغيير، لاعتبارات أن المهمة الآن تختلف كليا عن ما يمكن أن يكون عليه الحال في الموسم القادم، والذي لا شك أن هيدنيك، اذا ما رغب في الاستمرار، سيضطر لتغيير العدد الذي يمكن أن يصل للنصف، ليس لمجرد تراجع مستوياتهم وفقط، بل وايضًا لحماية نفسه من ذات المصير الذي تعرض له مدرب سابق وتسبب في إقالته.