أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن قطع السعودية للعلاقات مع إيران سيمتد ليشمل وقف حركة الملاحة الجوية بين البلدين وانهاء العلاقات التجارية ومنع مواطنيها من السفر إلى الجمهورية الإسلامية. لكن الجبير لفت الى أنّ الحجاج الإيرانيين ما زالوا محل ترحيب لزيارة الأماكن المقدسة في السعودية، مضيفا أنه على إيران أن تتصرف مثل دولة طبيعية وليست ثورية وينبغي عليها احترام الأعراف الدولية قبل إعادة العلاقات وفقا لوكالة رويترز. واعلنت الهيئة العامة للطيران المدني السعودية عن وقف جميع الرحلات من والى ايران. وافاد بيان صادر عن هذه الهيئة ان القرار يأتي على خلفية الاعتداءات السافرة التي تعرضت لها سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران والقنصلية في مشهد بإيران، مضيفة ان الناقلات الوطنية ستتخذ الاجراءات اللازمة بغية عدم تضرر المسافرين ممن لديهم حجوزات مسبقة بالتنسيق مع المسافرين. المؤشرات السعودية وتعرض المؤشر الرئيسي للسوق السعودية لعمليات بيع مكثفة في الساعة الأخيرة من جلسة التداول مع قيام المستثمرين ببيع الأسهم بشكل عام ليغلق منخفضا 2.4%. وتجاهل المستثمرون المحليون بشكل كبير التوترات الجيوسياسية في منطقة الخليج لعدة أعوام لكن الأحداث الأخيرة تشكل تصعيدا وربما يصبح المستثمرون الأجانب على وجه الخصوص أكثر حذرا تجاه المنطقة. وفي انعكاس لهذا الحذر تراجع الريال السعودي مقتربا من أدنى مستوياته في 16عاما مقابل الدولار الأمريكي في سوق العقود الآجلة للعملة اليوم بينما ارتفعت تكلفة التأمين على دين السعودية من مخاطر العجز عن السداد لأعلى مستوى لها في أعوام. وهبط سهم صافولا للصناعات الغذائية وهي إحدى الشركات السعودية القليلة التي تمارس أنشطة في إيران 3.2%، ولدى صافولا مصانع في طهران واستمدت 11% من إيراداتها في الربع الثالث من 2015 من إيران. وبلغ إجمالي إيرادات الشركة من هناك ملياري ريال (534 مليون دولار) في الأشهر التسعة الأولى من 2015 وفق ما أظهرته بياناتها المالية. أيضا تراجع سهم مصرف الإنماء المتخصص في المعاملات الإسلامية 3.7% بعدما صعد في أوائل التعاملات، وهوى سهم بوبا العربية للتأمين وهو مفضل عادة لدى المستثمرين الأجانب 9.6%. وشهدت أسهم البتروكيماويات بعض التحسن في أوائل المعاملات بعدما تضررت بشدة جراء ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي اللقيم الأسبوع الماضي في الميزانية الحكومية لعام 2016 لكنها هبطت في أواخر التداول حيث تراجع سهم سابك 1.6%. النفط والذهب ومع تصاعد التوتر الخليجي - الايراني قفزت أسعار النفط بأكثر من 4% مع تبادل السعودية وإيران المصدران الكبيران للنفط الاتهامات وامتداد التوترات إلى دول أخرى منتجة للنفط مثل العراق، لكنه عاد الى المنطقة الحمراء متأثرا بتهاوي الأسهم الأمريكية. وقالت الصين وهي مستورد رئيسي للنفط الخام إنها قلقة للغاية بشأن التطورات فيما اعتبر تحولا عن إحجامها السابق عن التدخل دبلوماسيا في الشرق الأوسط. وتألق الذهب الذي ارتفع بنسبة 2% خلال جلسة اليوم بتصاعد التوترات الخليجية - الايرانية وبالهبوط الحاد في أسعار الأسهم الصينية التي تراجعت 7% بعد بيانات ضعيفة عن الصناعات التحويلية وهو ما دفع الأسواق الناشئة للتراجع بشكل عام مسجلة أكبر هبوط لها في أربعة أشهر، ما أشعل مجددا المخاوف بشأن النمو العالمي. الاسواق العربية عربيا تراجعت أسواق الأسهم بحدة في منطقة الخليج وقادت البورصة القطرية الهبوط ونزلت بأكثر من 2.5% بعد أن تجاوز تأثير الاضطرابات السياسية أي أثر إيجابي من ارتفاع أسعار النفط. وربط رئيس صناديق الأسهم لدى بنك الاستثمار رسملة محمد شبير موجة البيع بشكل عام في السوق في إطار ضعف أسواق الأسهم العالمية، معتبرا أن الافتقار إلى محفزات تدعم صعود السوق في الخليج يجعل المنطقة عرضة لمعاملات متقلبة. وفي الأعوام الماضية حققت المنطقة أداء أفضل من الأسواق الناشئة نظرا لقوة الميزانيات وفوائض المعاملات الجارية لكن معظم تلك الفوائض تآكلت بسبب هبوط أسعار النفط. وانخفض مؤشر سوق دبي 1.6% مع تراجع جميع الأسهم على قائمته باستثناء سهمين، وهبط سهم إعمار العقارية 1.8% مسجلا خسائر لأربع جلسات متتالية بينما تراجع سهم بنك دبي الإسلامي 1.5% وسهم بنك الإمارات دبي الوطني وهو نادر التداول 1.3%، وكانت أحجام التداول هزيلة مع غياب المستثمرين الأجانب والمستثمرين من المؤسسات إلى حد بعيد عن أسواق المنطقة بعد عطلات نهاية العام وهو ما أتاح المجال أمام المستثمرين الأفراد المحليين للهيمنة على النشاط بأكثر من المعتاد. وتراجع المؤشر العام لسوق أبوظبي 1.3% مع هبوط سهم دانة غاز بنسبة 5.8% التي دخلت وحدتها شركة نفط الهلال في نزاع مع إيران حول إمدادات الغاز الطبيعي. وهبط مؤشر بورصة قطر 2.6% في أحجام تداول متواضعة، كما انخفض المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية %1.5. دعم عربي وكانت السعودية قطعت علاقاتها مع إيران وسرعان ما حذت دول أخرى حذوها حيث قررت البحرين والسودان قطع العلاقات مع ايران فيما أعلنت الامارات أنها إستدعت سفيرها في طهران وخفضت تمثيلها الدبلوماسي في ايران. بعد يومين من اقتحام متظاهرين إيرانيين مقر السفارة السعودية في طهران احتجاجا على إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي نمر النمر بتهمة الإرهاب. وخفضت الإمارات عدد أفراد البعثة الدبلوماسية الإيرانية المسموح لهم بالبقاء في البلاد بعد أن استدعت السفير للاحتجاج على ما وصفته بالتدخل الإيراني في الشؤون السعودية. كما فرضت الحكومة اليمنية حظر تجول في مدينة عدن الساحلية التي تعد مقرا حصينا تتمركز فيه القوات السعودية والإمارتية التي تقاتل الحوثيين الذين يسيطرون على أغلب أنحاء البلاد. وأدان الأزهر في القاهرة ومنظمة التعاون الإسلامي في السعودية الهجمات على بعثات الرياض الدبلوماسية وأكدا على ضرورة التزام طهران باحترام الشؤون الداخلية للمملكة. واتهمت إيران السعودية باستغلال هجوم على سفارتها كذريعة لقطع العلاقات في أزمة دبلوماسية تعمق تناحرهما الذي كثيرا ما يتسم بالعنف على النفوذ في الشرق الأوسط. وتهدد التوترات بإخراج جهود لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات، فيما ظهرت تحليلات في لبنان المجاور تعتبر أن الخلاف ألقى بظلاله على آمال ملء الفراغ الرئاسي التي تجددت الشهر الماضي . مواقف عالمية وفي سياق متصل، دعت الولايات المتحدة وألمانيا إلى ضبط النفس وعرضت روسيا التوسط لإنهاء الخلاف، فيما حثت فرنسا الرياض وطهران على الحد من التوترات، وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية: نحن بحاجة إلى اليقظة لما يحدث بين السعودية وإيران... تدعو فرنسا الجانبين إلى الحد من التوترات. كما دعت ألمانيا لفتح حوار بين البلدين واستخدام كل الخيارات المتاحة أمامهما لتحسين العلاقات الثنائية، في حين أدان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عقوبة الاعدام في كل الظروف وذلك يشمل السعودية على حد تعبيره وأعرب عن قلقه البالغ ازاء الازمة بين الرياض وطهران. وتعد السعودية اكبر شريك تجاري لبريطانيا في الشرق الاوسط وكانت سوقها الاول لتصدير الاسلحة في 2014. الجامعة العربية وفي تطور سريع للأحداث، طلبت الرياض جامعة الدولة العربية بعقد اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب الأحد المقبل في القاهرة لإدانة انتهاكات ايران لحرمة سفارة السعودية في طهران وقنصليتها، بحسب ما اعلن نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي.