صحيفة المرصد :لا تنسا تجيب لي من البقالة تراك وعدتني أيسكريم كاكاو فراولة.. هذه الجملة بعفويتها وبساطتها وأخطائها الإملائية هي نص رسالة الطفلة غادة الزعبي لتذكير والدها المشغول عنها في مواطن القتال المشبوه، بالوعد الذي قطعه على نفسه والمتمثل بشراء الآيسكريم، ومنذ نحو ٤ سنوات تقريبا وتحديدا في يوم ٦/٨/ ٢٠١٢ وهذه التغريدة ما زالت وحيدة في هذا الحساب تنتظر وفاء الأب بوعده. هذه الطفلة هي ابنة المتطرف والإرهابي المكنى بـ أبي غادة الزعبي الذي خرج من بيته تاركا خلفه زوجته وابنته، مفضلا عليهما الذهاب لأرض الصراع والقتل، وهو الذي اشتهر بالدعوة إلى الانضمام لداعش وخاصة من المملكة، وقام بالتصوير مع أشهر طفلين انضما له عبدالله، وأحمد ابني ناصر الشايق الذي فجر نفسه في عملية إرهابية العام المنصرم. ووفقا لصحيفة عكاظ الزعبي غادر منزله زارعا الأمل في قلب ابنته بأنه سيعود إليها سريعا وبيده ما وعدها به، ولكن يبدو أن هذا الوعد مختلف عما كان يخفيه في صدره، ليغيب عن أعين الجميع بعدها ويظهر في مواقع التواصل الاجتماعي بصورة الإرهابي الذي يجتهد للتغرير بكل أحد ليلحق به في تنظيم داعش، ممارسا الخداع والتزييف بإظهار العمليات الإرهابية بأنها جهاد ليخدع كل ذي قلب ضعيف وعقل ناقص. طلب الطفلة لأبيها يبدو أنه لم يجد أذنا صاغية ولا قلبا واعيا ولم يجبر دموعه لتخرج من محاجرها وإلا لكان عاد إليها ولم يتأخر عنها، خصوصا بعدما تزوج من إحدى النساء التي وهبت نفسها للتنظيم. ومن المؤكد أن الإجرام والتعطش للقتل ومخالطة الدماء تمكن منه فأنساه فلذة كبده التي تنتظر آيسكريم كاكاو بالفراولة طوال هذه المدة، ومن المتوقع أن يصلها بدلا عن ذلك خبر مقتله في المعارك الدائرة هناك، منْهيا أملها في عودته والارتواء من حنان الأب الذي لن تجده في رجل بهذه المواصفات المشبوهة.